أكد رئيس الجمعية الوطنية للمصابين بالتهاب الكبد الفيروسي، السيد عبد الحميد بوعلاق، في تصريح ل"الشروق اليومي"، أن ما يزيد عن 60 بالمئة من نسبة العدوى بالمرض سببها عيادات جراحة الأسنان، بسبب اعتمادها على أجهزة تعقيم بدائية لا يمكنها تأمين تعقيم كامل لأدوات الجراحة من فيروس التهاب الكبد الفيروسي، مما يشكل خطرا على صحة المواطنين. * وأضاف المتحدث، أن غالبية جراحي الأسنان باتوا يرفضون علاج المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي، بسبب انتهاء صلاحية أجهزتهم التعقيمية، مما دفع مئات المصابين إلى إخفاء مرضهم لدى دخولهم العيادات، مما يساهم في انتشار العدوى. ودعا السيد بوعلاق، وزارة الصحة إلى ضرورة التحرك العاجل لإرغام جراحي الأسنان على اقتناء أجهزة التعقيم الحديثة التي من شأنها حماية المرضى من العدوى التي تصيب العشرات من المواطنين يوميا دون علمهم، بسبب عدم فعالية أجهزة التعقيم. وأضاف، أن 350 مليار سنتيم التي خصصتها الدولة للتكفل بأزيد من 04 ملايين مصاب بهذا الداء، تذهب سنويا أدراج الرياح، في ظل غياب مراكز التحاليل التي يحتاجها المرضى قبل تعاطي الدواء. * وبالنسبة لمركز التحليل الوحيد على المستوى الوطني والمتواجد في معهد باستور بالعاصمة، قال المتحدث إنه بات محل معاناة المرضى، في ظل غياب المواد الأولية للتحليلات، حيث يعمل شهرا ويتوقف أشهرا طويلة. * وانتقد المتحدث بشدة غياب مخطط وطني للمرضى، حيث تجهل وزارة الصحة أدنى المعلومات حول عدد الوفيات سنويا جراء فيروس التهاب الكبد الذي يعد أخطر بكثير من فيروس السيدا من حيث القدرة على القتل، حيث يفتك سنويا بمليوني شخص في العالم. أما عدد المصابين فيتجاوز 500 مليون مصاب. * وأكد رئيس الجمعية الوطنية للمصابين بالتهاب الكبد الفيروسي، أن الدولة يمكنها فتح عيادات خاصة بمرضى التهاب الكبد الفيروسي، وتؤمّن لهم عمليات جراحة الأسنان وعمليات زرع الكبد، خاصة مع ارتفاع الوفيات بسبب غياب هذا النوع من العمليات، حيث العملية الواحدة بالخارج تكلف أكثر من ملياري سنتيم، وهذا ما يعجز عنه آلاف المرضى، خاصة إذا علمنا أن آخر مرحلة لإنقاذ المصاب هي عملية زرع الكبد. * جراحو الأسنان يشكون غلاء أجهزة التعقيم الحديثة * كشف نائب رئيس مجلس أخلاقيات الطب الخاصة بجراحي الأسنان، السيد نذير طهاري، أنه يدعو جميع جراحي الأسنان لضرورة الاعتماد على أجهزة التعقيم الحديثة لحماية المرضى من عدوى فيروس التهاب الكبد. وأضاف، أن مجلسه كان ينوي عقد مؤتمر وطني يوم 08 جانفي المنصرم حول أجهزة وطرق التعقيم الحديثة، لكن ما حصل مؤخرا دفع إلى تأجيل المؤتمر. وأكد طهاري أن عددا كبيرا من الأطباء أبدوا عجزا عن شراء هذه الأجهزة التي يتراوح سعرها ما بين 25 و45 مليون سنتيم، مما يتطلب على الدولة ضرورة دعم هذا النوع من الأجهزة لحماية المواطنين.