اتهم إعلاميون من فلسطينيي 48 الإعلام الإسرائيلي بمواصلة شن الحرب على لبنان والمساهمة في قتل اللبنانيين بموازاة المدافع والطائرات الصهيونية. مراسل الشروق من حيفا: تيجان أفندي وكان مركز "إعلام" المختص بالشؤون الإعلامية قد نظم مظاهرة في حيفا شارك فيها عشرات الإعلاميين من فلسطينيي 48 أمام محطات البث الإسرائيلية والعربية والأجنبية، مطالبين الإعلام الإسرائيلي بعدم السير الأعمى وراء أصوات الحرب وتغطيتها بشكل متحيز للغاية. وانتقد المتظاهرون قيام الإعلام الإسرائيلي بالتجند لصالح المجهود الحربي الصهيوني ضاربا عرض الحائط بمسؤوليته في إنتاج رأي عام مستنير، مبني على المعلومات الضرورية لمحاسبة جميع الأطراف المشاركة في الحرب على لبنان، وعلى سماع جميع الأصوات، بالذات تلك المعارضة للإجماع، بشكل حر، منفتح وجريء. وحمل المتظاهرون شعارات بعدة لغات منها "الإعلام المجند هو تهديد استراتيجي" و"نريد كافة المعلومات عما يرتكب في لبنان" و"لا تخفوا صور القتل والتدمير". "أصوات الحرب سيطرت على شاشات التلفزيون" و"لا للمحاكمات الميدانية في الإعلام الإسرائيلي ضد الأصوات المعارضة للحرب". و"الإعلام الإسرائيلي يحاكم ويحرض ضد القيادات العربية" و"الإعلام الإسرائيلي قتل صوت الضمير والعقل". وقالت حنين زعبي، مديرة مركز "إعلام" ل "الشروق اليومي" إن الصحافة الإسرائيلية أنهت دورها الصحفي دون أن تعلن ذلك، ودون أن تعتذر عن ذلك، ودون أن توضح لمجتمعها التي تعتقد أنها تخدمه. وأضافت "أنها لم تعد قادرة على أداء واجبها المهني دون الوقوع في فخ "الوطنية". والوطنية بتعريف الصحافة الإسرائيلية تعني في الوقت الحالي، ليس فقط غض البصر عما يجري في لبنان، والتركيز على خطر العدو وعلى الخسائر في الطرف الإسرائيلي، بل لقد ذهبت الصحافة إلى ما هو أبعد بكثير من ذلك، إلى حد الحث على "السير إلى النهاية"، و"عدم إدراج أي اعتبارات سوى تلك العسكرية" بكلمات رؤساء تحرير وليس فقط الصحفيين". وأفادت مديرة وحدة الرصد في "إعلام" الاعلامية خلود مصالحة ل "الشروق اليومي" ان الصحافة الإسرائيلية لا تعرف أن هذه "الوطنية" هي الوجه الآخر ل"خيانة" وطنية، لخيانة حق المواطن في المعرفة وحقه في محاسبة المسؤولين، وحقه في فرص حقيقية لتطوير نقاش عقلاني، منطقي وأخلاقي. هذه الخيانة هي الخطر الحقيقي في أوقات الحرب". وأشارت الإعلامية ناهد درباس في حديث معها ان الاعلام الإسرائيلي يميز بين دم ودم ولفتت الى ما جرى في حيفا امس الاول، فقالت "أدت الصواريخ الى قتل ثلاثة مواطنين اثنان منهم كانا من العرب والثالث يهودي، فقامت كبرى الصحف الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" بنشر صورة صغيرة جدا للجنازة مع نحو عشرين كلمة من تحتها، فيما أفردت بذات الصفحة مساحة كبيرة جدا لتقرير تناول مقتل المواطن اليهودي سيرته وأحلامه التي "قطعت". وأشارت درباس ان هذه عينة على عنصرية الإعلام الاسرائيلي. وأضافت "لقد قتل ثلاثتهم في ذات المكان والزمان وجراء ذات الصاروخ، فلماذا إذن هذه التفرقة". كما نوّهت درباس بافتتاحيات صحيفتي يديعوت احرونوت ومعاريف اللتان تواظبان على قرع طبول الحرب وتوسيع نطاق العمليات البرية، محلّلة ذبح المدنيين بحجة ان ذلك لا بد منه حماية للمدنيين والجنود الإسرائيليين".