شيع فلسطينيو 48 جثامين ثلاثة من مواطنيهم الذين استشهدوا جراء إصابتهم بصواريخ الكاتيوشا التي تواصل انهمارها على شمال فلسطينالمحتلة. وكانت الصواريخ قد سقطت على منزل في قرية المغار قضاء طبريا وأدت الى قتل سيدة فيما قضى شابان في قرية مجد الكروم قضاء عكا جراء إصابة سيارتهما بصاروخ ليرتفع بذلك عدد ضحايا الصواريخ لدى فلسطينيي 48 إلى عشرة إضافة لعشرات الجرحى. مراسل "الشروق" من حيفا: تيجان أفندي رغم ضريبة الانتماء المدفوعة بالدماء، يواصل فلسطينيو 48 تمسكهم بموقفهم المنحاز إلى المقاومة اللبنانية ما يعرضهم الى ضغوطات واعتداءات متصاعدة. وفيما واصل أؤلئك دفن شهدائهم وتحميل حكومة إسرائيل مسؤولية موتهم فقد واظبوا على تنظيم مظاهرات ونددوا بالعدوان داعين إلى وقف فوري للنار. ونظم فلسطينيو 48 (1.1 مليون نسمة) الذين يقيم ثلثاهم في شمال البلاد مظاهرات جماهيرية في حيفا وتل أبيب والطيبة وسخنين ضد العدوان. يشار إلى أنه من بين 2500 صاروخ سقطت مئات منها في مدن وقرى عربية، خاصة في أقصى الجليل الغربي، ترشيحا وفسوطة وحرفيش وكسرى وكفر سميع والبقيعة. واستثار الموقف القومي للفلسطينيين داخل إسرائيل ردود فعل هستيرية لدى أوساط إسرائيلية سياسية وإعلامية واسعة لم تتوقف عن التحريض والتهديد بلغت حد تهديد النائبين أحمد الطيبي وحنا سويد بالقتل. وكان النائب اليميني إيفي إيتام قد دعا الحكومة الى محاسبة فلسطينيي 48 بعد انتهاء الحرب ونوه الى تماثلهم مع حزب الله متهما اياهم ب "الطابور الخامس". وفي حديث مباشر مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، قال وزير المتقاعدين رافي إيتان "على الطيبي أن يقرر إذا كان مواطنا إسرائيليا أم أنه يرى نفسه مع الهتلريين الجدد أمثال نصر الله ونجاد، وإذا اختار الخيار الثاني فستكون نهايته كنهاية نصر الله". ولم يكترث الوزير لملاحظة المذيع من أن أقواله تعني دعوة لقتل الطيبي على الهواء مباشرة، فيما اعتبرت النائبة استرينا تارتمن (حزب إسرائيل بيتينو) فلسطينيي 48 "سرطانا" في جسد الدولة، ودعت إلى طرد كل من يؤيد حسن نصر الله، وبذلك تطابق أقوالها مع مواد تحريضية واسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية. الى ذلك أبدى سكان القرى العربية الحدودية ترشيحا وفسوطة والجش والبقيعة في أحاديث ل "الشروق اليومي" عن سخطهم لقيام الجيش الإسرائيلي أمس الأول بتثبيت بطاريات صواريخ ومدفعية على بعد عشرات الأمتار من منازلهم لقصف مواقع في لبنان. واعتبر السكان العرب أن إسرائيل تعرض حياتهم للخطر من خلال استدراج نيران المقاومة تجاههم ردا على قصف مواقعها. وقال الصحفي جاكي خوري ل "الشروق" أمس إن السكان توجهوا أمس للسلطات الإسرائيلية لإبعاد مدافعه عن منازلهم، ولكن دون جدوى، وأضاف" بذلك تفعل إسرائيل ما تتهم به حزب الله باستخدامها المناطق المأهولة بالسكان، قواعد لإطلاق النار وتعريض المدنيين الى خطر حقيقي سيما وأنهم يعانون من عدم وجود الملاجىء خلافا للمستعمرات اليهودية المجاورة نتيجة السياسات العنصرية. ودعا النائب واصل طه في تصريح ل "الشروق اليومي" وسائل الإعلام الدولية الى الكشف عن فضيحة قيام اسرائيل بتثبيت مدافعها داخل الأحياء العربية في شمال إسرائيل وأضاف "هذه جريمة حرب تؤكد الصورة الحقيقية البشعة للدولة العبرية". يشار إلى أن اللجنة الشعبية لنصرة لبنان كانت قد أطلقت صرخة غضب وتضامن مع لبنان عبر مهرجان خطابي في الناصرة بمشاركة القوى الوطنية والإسلامية. ورفع المطران د. عطا الله حنا تحياته الى اللبنانيين لوقوفهم الى جانب المقاومة اللبنانية وقولهم لا للاحتلال والعدوان. وأضاف "من الناصرة والارض المقدسة تطير تحياتنا العربية الإسلامية الى بيروت ونقول للبنانيين لستم وحدكم في الساحة فمن يستهدفكم يستهدفنا ولكنكم أنتم المنتصرون". وقالت ممثلة اتحاد الجمعيات العربية الأهلية الناشطة، سلمى واكيم، إن إسرائيل تسعى لاستخدام فلسطينيي 48 مادة إعلامية ضد المقاومة. وأضافت "ها نحن نتعلم الدروس في المقاومة الشجاعة من لبنان، وما أحوج السلطة الفلسطينية إلى التخلي عن أوهام العجز وعن معاقبة المقاومة. وشدد الشيخ نمر نمر من وجهاء الطائفة المعروفية على أن وحدة الفلسطينيين واللبنانيين لا يغلبها غلاب وقارب بين معسكرات الكارثة وبين عمليات التطهير العرقي التي تنفذها إسرائيل في جنوب لبنان وبيروت وبعلبك.