غداة وفاة ولديه ربيع ومحمود عبد طلوزي حمّل ابو معتصم من الناصرة داخل أراضي 48 حكومة إسرائيل ورئيسها ايهود اولمرت ووزير الحرب عمير بيرتس مسؤولية الحادث المأساوي ما أجج حملة التحريض عليه وعلى العرب داخل إسرائيل. وفي حديث ل"الشروق اليومي" أمس" كشف الأب الثاكل الذي بدا متماسكا وصابرا انه يتلقى تهديدات هاتفية بالقتل من قبل متطرفين يهود انتقاما منه لتصريحاته التي أكد فيها اعتباره الحرب عدوانا على أشقاء محملا اولمرت وبيرتس مسؤولية قتل ولديه. مراسل الشروق من حيفا: تيجان أفندي اضاف "يتصل بي زعران يهود ويهددون بقتل سائر اولادي ويدعوني للرحيل الى بيروت فيما قال احدهم" اذهب الى بيروت عل حسن نصر الله يعطيك شقة نفرشها لك بالصواريخ من الجو". واكد ابو معتصم ان التهديدات زادت من صلابة موقفه وعززت قناعاته اكثر فاكثر واضاف" مرة اخرى اؤكد انني اعتبر اولمرت وبيرتس المسؤولين المباشرين عما حدث وادعوهما الى وقف الحرب الهستيرية على لبنان فورا." وفي سياق متصل كان النواب العرب (عشرة نواب) ومعهم فلسطينيو 48 يتعرضون منذ بدء العدوان إلى حملة شعواء من قبل زملائهم اليهود وجهات اعلامية وسياسية اسرائيلية تتهمهم ب" الطابور الخامس" ومناصرة " الإرهاب". وأكد أبو معتصم رفضه لمحاولات أوساط دعائية وسياسية في إسرائيل استغلال مقتل ولديه واتهم الوالد الثاكل إسرائيل بالعنصرية واضاف "هناك من يحاول التضليل واستغلال القضية لإبراز الديمقراطية الإسرائيلية بوجه جميل غير انني لن انسى انني اقيم في مدينة ظلت بدون ملاجىء ولا صافرات للإنذار المبكر لا لسبب الا لكونها عربية". وأكدأبو معتصم انه احتسب ولديه عند الله وانهما شهيدان معبرا عن استغرابه من الانتقادات المبطنة الصادرة من جهات إسرائيلية لتعريف ربيع ومحمود شهيدين. واستعاد ابو معتصم العاطل عن العمل لحظة وقوع الكارثة بالإشارة الى انه كان نائما بعد ظهر امس وقبل سقوط الصاروخ بدقائق استيقظ واضاف "فجأة دوى انفجار كبير هز اركان منزلنا وايقنت انه سقط بجوارنا فسألت زوجتي على الفور عن الأولاد فقالت انهم ذهبوا للعب بجانب الحرش المجاور. هرولت مسرعا وما أن وصلت حتى وقعت عيناي على يد طفل ملقى على الارض ومغطى فعرفت انه ربيع ابني فسألت الجيران بالشارع : هل شاهدتم ابني الثاني وفي سري كنت ابتهل الى الله ان يكون نجا من الحادثة فقالوا لي: هناك ولد آخر لا نعرف هويته فأسرعت اليه ولم أتمكن من التعرف عليه من وجهه بسبب الاصابة في رأسه المغطى بالدم والندوب وقد بدا شاحبا لكنني تثبت من أنه محمود من ملابسه ". واشار ابو المعتصم انها كانت لحظة قاسية للغاية لافتا الى انه شعر ان الارض تدور به وان السماء تطبق عليه واضاف "ولكن الحمد لله منحني الله قوة خاصة فهو ينزل البلاء وينزل معه الصبر. قمت بالتأكد من وفاة ربيع بعد فحص نبضه بعدما كان واضحا ان الطفل الآخر قد توفي«. يشار الى ان رجلا وصبية في منطقة عكا وطبريا قتلا فيما جرح العشرات جراء تساقط الصواريخ المنهمرة على شمال إسرائيل حيث تقيم أغلبية فلسطينيي 48 البالغ عددهم اليوم نحو مليون ونصف المليون نسمة وتعد مدينة الناصرة عاصمة سياسية وثقافية بالنسبة لهم.