تتواصل الجهود الدبلوماسية ل "تغيير بعض المصطلحات والعبارات" في مشروع القرار الفرنسي الأمريكي المنحاز أصلا للجانب الإسرائليي، وذلك بخطى متسارعة جدا على مستوى عدد من العواصم العالمية لإيجاد مخرج أممي للحرب المفتوحة على لبنان والتي دخلت يومها الأول من شهرها الثاني، وسط أنباء حول توصل مجلس الأمن لقرار توافقي أهم ما فيه أنه لا ينص على نزع سلاح حزب الله بشكل فوري مقابل تعزيز قوات الأممالمتحدة المسماة ب "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني، في الوقت الذي لم تتوقف المواجهة العسكرية بين رجال المقاومة والجيش الإسرائيلي، حيث أغرق حزب الله زورقا حربيا قبالة شواطئ صور كان على متنه 12 جنديا إسرائيليا. رمضان بلعمري/ الوكالات في قرار هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف العدوان الإسرائيلي على لبنان، واصفا ذلك ب "الاستهداف الواسع للمدنيين الأبرياء وتدمير البنية التحتية الحيوية" في لبنان. ودعا القرار إلى إيفاد لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في "القصف المكثف للسكان المدنيين اللبنانيين" و"خروق حقوق الإنسان الصارخة والمنتظمة"، خاصة منها مجزرة قانا التي قتل فيها 54 مدنيا حسب الحكومة اللبنانية، وأيضا للتحقيق في مدى توافق الأسلحة التي استعملتها إسرائيل مع القوانين الدولية. وعلى صعيد الجبهة الدبلوماسية، وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفد وولش إلى بيروت والتقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لمناقشة الطروحات المتعلقة بمشروع القرار الفرنسي الأمريكي حول لبنان، بينما اجتمع بشكل مفاجئ النائب سعد الحريري زعيم الأغلبية في البرلمان مع السنيورة في قصر الحكومة ببيروت. وفي باريس تحركت الدبلوماسية الفرنسية عبر وزير خارجيتها فيليب دوست بلازي الذي توجه أمس إلى نيويورك للمشاركة في المفاوضات التي تشارك فيها كل من كوندوليزا رايس ونظيرتها البريطانية مارغريت، وأفادت المعلومات المتوفرة أن باريس ستطرح مشروعا خاصا بها إذا فشلت المفاوضات الجارية بنيويورك، ينص على الوقف الفوري للقتال والانسحاب التدريجي للقوات الإسرئيلية من جنوب لبنان، وتراجع حزب الله إلى شمال الليطاني بالتزامن مع نشر الجيش اللبناني بدعم من قوات أممية وكذلك تبادل الأسرى. وفي الميدان، لقي جندي إسرائيلي مصرعه وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة في معارك بالجنوب اللبناني. وأفاد مصدر في حزب الله بأن قوات الحزب قتلت وأصابت 15 جنديا إسرائيليا في مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة عيتا الشعب جنوبي لبنان. ويشهد الجنوب اشتباكات عنيفة، وخاصة في عيتا الشعب وبنت جبيل واللبونة، حيث قال حزب الله إنه دمر دبابة إسرائيلية، كما جدد الحزب قصفه الصاروخي على شمال إسرائيل. وأفاد مراسلون في حيفا بأن صواريخ عدة استهدفت مدينة حيفا صباح أمس. في ما قالت مصادر طبية إسرائيلية إن القصف أسفر عن إصابة شخصين على الأقل، وقد سقطت صواريخ عدة أطلقها حزب الله في مناطق مختلفة من شمال إسرائيل بينها ثلاث قرى عربية. في الوقت واصلت إسرائيل قصف البلدات اللبنانية بالمدفعية والطيران. جهود الإغاثة عالقة ونقص حاد في موارد المستشفيات ومع استمرار العدوان الإسرائيلي، تزداد الكارثة الإنسانية تفاقما في لبنان في ما تواجه منظمات الإغاثة مشكلة حقيقية في إيصال المساعدات الإنسانية، خاصة لمدن وبلدات الجنوب. حيث لم تستطع هذه الفرق الوصول إلى حوالي مائة ألف شخص محاصرين في منطقة الجنوب نتيجة المعارك وتدمير الجسور والتهديدات الإسرائيلية باستهداف أي تحرك على الطرق جنوب نهر الليطاني. ويرفض الإسرائيليون تقديم ضمانات أمنية كافية لقوافل المعونات، ما يعرقل جهود برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. أما منظمة أطباء بلا حدود فقد أعلنت أنها لن تلتزم بالحظر الإسرائيلي للتجول في الجنوب، وأكد رئيس المنظمة روان غيليز في تصريحات بجنيف أن الحظر يشل جهود الإغاثة وسيؤدي لموت المزيد من المدنيين. وانتقد منسق الأممالمتحدة لشؤون الإغاثة يان إيغلاند إسرائيل وحزب الله، وقال في تصريحات بجنيف إنه "من العار ألا يوقفا القتال لفترة كافية تسمح بوصول المساعدات إلى المدنيين". وتجلت مشاهد الكارثة في مستشفيات الجنوب التي تكافح أطقمها لإسعاف الضحايا بينما توشك موارد الغذاء والوقود وغيرها من المستلزمات الضرورية على النفاذ.