كانت الساعة تشير إلى منتصف النهار عندما لعب الإسرائيليون كل أوراقهم خلال دقيقتين بإرسال أطنان من القنابل على مسكن في قلب جنوب لبنان.. وهي الغارات التي استبشر بها الإسرائيليون وقالوا إن صيدا سمينا قد تحقق في الوقت بدل الضائع. ب. عيسى مدير مكتب الجزيرة ببيروت، غسان بن جدو، وعلى المباشر في حدود الواحدة زوالا دخل في شبه غيبوبة وهو يقدم تحليلا لخبر الغارة.. كان يشير إلى إمكانية تواجد قادة حزب الله بما فيهم الأمين العام السيد نصر الله.. وكان يؤكد أنه فعلا داخل هذا المبنى.. غسان بن جدو خرج عن حدود الحيادية التي حاولت الجزيرة الظهور بها منذ بداية الحرب على أساس أنها قناعة عالمية ما يهمها هو نقل الخبر، وراح يدعو الله أن لا تتحقق شكوكه.. كان خائفا جدا وظل يرتعش ويفكر "السر" بالجهر ويبدي خوفه الشديد من أن تكون إسرائيل المحبطة بهزائمها قد تمكنت من اقتناص نصر يدعى "نصر الله" في الوقت بدل الضائع من هذا الهجوم، ولأن غسان بن جدو هو الصحافي الذي اختاره نصر الله لإجراء الحوار الوحيد خلال العدوان على لبنان، فإن الرجل هو الأقرب لمعرفة المكان السري الذي يقيم فيه نصر الله- وفي حالة من الهستيريا طالب بن جدو على المباشر من حزب الله طمأنة الناس إن كانت قيادة الحزب قد نجت من آخر أطنان الحقد الصهيوني.. ولم تمض سوى دقائق حتى عاد حزب الله ليقول إن طلقات إسرائيل كانت فيشنك، وتنفس غسان وكل الذين تابعوا سيناريو زوال أمس الصعداء. يذكر أن غسان بن جدو تونسي الأب ولبناني الأم، وكان مبهورا بالسيد حسن نصر الله منذ أن حاروه في قلب المعركة وانفجر انبهاره بحزب الله زوال أمس.