الأيام الجزائرية الأراضي المحتلة ( وكالات): هدد الجيش الإسرائيلي بأنه سيرد بقوة على أي عمل انتقامي يقوم به «حزب الله»، واتهم إيران بمواصلة تسليح الحزب. وقال رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي «جابي أشكنازي» إنه في حال قيام «حزب الله» بأي عملية انتقامية على اغتيال قائدها العسكري «عماد مغنية» فإن ذلك سيحتم على إسرائيل الرد وبقوة. كما أوضح في مساءلة أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن أي عمل انتقامي للحزب سيؤدي إلى تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود بين إسرائيل ولبنان واندلاع مواجهة عسكرية جديدة. وأضاف «أشكنازي» أن «حزب الله» بحوزته عشرات الآلاف من الصواريخ، ومنها ما هو قادر على الوصول لتل أبيب وديمونا جنوبي إسرائيل، وقال إن طهران تواصل تسليحه. وأكد القيادي العسكري الإسرائيلي أن حالة الهدوء النسبي على الحدود الشمالية وعلى حدود قطاع غزة مضللة، لأن «حزب الله» وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "تتزودان بالأسلحة باستمرار". وكان القائد العسكري لحزب الله «عماد مغنية» اغتيل في فيفري 2008 في انفجار بالعاصمة السورية، وقد اتهم الحزب المخابرات الإسرائيلية باغتياله. وكشفت مصادر صحفية مطلعة أن إسرائيل تجهز لعدوان جديد على حركة المقاومة اللبنانية «حزب الله» عام 2010، وأنها بدأت في استدعاء جنود الاحتياط من الخارج. وتتزامن تلميحات وسائل الإعلام العبرية مع إفادة رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال «جابي أشكنازي» أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي يوم الثلاثاء، والتي قال فيها إن «حزب الله» لديه صواريخ ذات مدى 320 كيلو مترا يمكنها أن تصل إلى جنوب البلاد، وتعهد «أشكنازي» بشن عدوان واسع على لبنان إذا ما حاول «حزب الله» القيام بعمليات انتقامية، ردًا على اغتيال قائده عماد مغنية، مشيرًا إلى أن صواريخ حزب الله قادرة على أن تصل إلى مفاعل «ديمونا» النووي في العمق الإسرائيلي. وكانت مصادر صحفية عبرية رجحت أن تكون الحرب القادمة ضد «حزب الله» العام المقبل برية وحدودها صيدا (عاصمة جنوب لبنان)، وذلك بعد استخلاص العبر من حرب جويلية 2006 إبان اللجوء إلى الضربات الجوية مهما كانت قاسية لا يمكن أن تبدّل من الوقائع الميدانية أو تؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة. وأشارت المصادر إلى تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي «ايهود باراك» بشأن الزج بخمس فرق من جيشه في حرب الهدف منها القضاء على بنية «حزب الله» وإبعاده عن شمال فلسطينالمحتلة، ما يعني أن الحرب ستكون برية في الدرجة الأولى، إضافة إلى الدور الذي سيلعبه سلاح الطيران ولكن عن بُعد. ويرى مراقبون إسرائيليون إن الحرب البرية حتى صيدا قد تتيح تعطيل القدرة الصاروخية للحزب التي ستكون بحكم "الساقطة عسكرياً" في قبضة الاحتلال بعد الزج بجيشه والعمل على تدمير المخابئ والملاجئ المحصنة في الجنوب. وعن أسباب توجيه ضربة عسكرية لحزب الله قال الصحفي الإسرائيلي «أوري هاينتر» لجريدة «إسرائيل اليوم» إن تل أبيب تحاول جاهدة تحقيق النصر على «حزب الله» للتأكيد على العبر التي استخلصتها من حرب لبنان الثانية. وأضاف «هاينتر»:" إسرائيل تعتقد أن حزب الله ومنذ انتهاء حرب جويلية 2006 تمكن من إعادة تكوين قدرته العسكريّة، بل من تحسينها كمّاً ونوعاً، حيث قام بإدخال نوعًا متطورًا من الصواريخ المضادة للطائرات من طراز «أس- أ8»، والتي تشكل خطرًا مباشرًا وفعليًّا على الطائرات الإسرائيليّة". وتابع:" وفقًا للتقديرات الإسرائيلية يملك الحزب اليوم أكثر من 40 ألف صاروخ بعضها قادر على الوصول إلى تل أبيب". ومن جانبه أكد وزير الحرب الإسرائيلي أثناء المناورات الإسرائيلية الأمريكية المشتركة التي أجريت مؤخرا أن إسرائيل تستعد لمواجهة التهديدات في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان حاليا وأضاف باراك "أن أجهزة الطوارئ في منطقة كريات شمونا جاهزة ولكن هناك بعض العيوب خاصة فيما يتعلق بصيانة الملاجئ". وأشار باراك إلى أن هذه المناورات تساهم في تعزيز قدرة إسرائيل على إقامة منظومة دفاعية متعددة الطبقات لاعتراض صواريخ قصيرة وبعيدة المدى على حد سواء. في ذات السياق، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن السفينة التي تم احتجازها في البحر تحمل "مئات الأطنان من الأسلحة المرسلة من إيران إلى حزب الله. وأشارت الصحيفة إلى أن هناك حوالي 3000 صاروخ تم نقلها عن طريق مصر ثم إلى سوريا لتتسلمها حزب الله، معبرةً في نفس الوقت عن استغرابها من أن كل هذه الكمية من الأسلحة لم تستطيع أن تحرك ساكناًُ في الصحافة العالمية أو عناوين أخبارها التي انشغلت في المواجهات الدائرة في إيران ومقتل الجنود البريطانيين في أفغانستان. ومن جانبه ادعى وزير الأشغال والتجارة الإسرائيلي «بنيامين بن أليعازر» في مؤتمر الصناعة الكيبوتسية أن الأسلحة التي احتجزتها إسرائيل كانت ستسد اكتفاء حزب الله للقتال لمدة 40 يوم. إسرائيل تجمع المعلومات الاستخباراتية عن «حزب الله» بشتى الطرق وعن المحاولات الإسرائيلية المستمرة للتجسس على حزب الله، نقلت صحيفة «معاريف» عن نائب رئيس الحكومة موشيه يعالون تأكيداته بجمع المعلومات الاستخباراتية داخل الأراضي اللبنانية عن «حزب الله» . وأوضح يعالون أن إسرائيل تحاول جمع المعلومات الاستخباراتية عن حزب الله بشتى الطرق وأنها لم توقف نشاطتها الاستخباراتية في لبنان إلا بعد نزع سلاح "حزب الله". وحول الاستعدادات الإسرائيلية للحرب أوردت صحيفة «جيروساليم بوست» الإسرائيلية نقلا عن مسئولين في وزارة الحرب، أن القوات الجوية الإسرائيلية كانت قد طلبت في وقت سابق خلال الصيف بعض الذخائر المشتركة للهجوم المباشر الموجهة بالليزر . وقالت الصحيفة إلى أنه لم يتم بعد تحديد موعد التسليم، لكن القوات الجوية الإسرائيلية ستحصل على 100 وحدة من الذخائر مصممة ليتم تركيبها على القنابل التقليدية لتحولها إلى احد الذخائر الأكثر دقة على وجه الأرض. وأوضحت الصحيفة أن هذه الذخائر المتطورة تتفوق على الذخائر الموجهة بالنظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) بقدرتها على التوجيه بالليزر والتي يمكن تحريكها من قبل أفراد في الجو أو على الأرض.