انتقد رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، صمت السلطات العمومية أمام مطالب الشارع المتصاعدة، وأرجع الأمر إلى غياب سياسة واضحة للتعامل مع الأحداث، وعدم الاهتمام بهموم الشعب، وتساءل "هل نحضر للتغيير سلميا ونتمتع به، أم نترك الأمور تسير إلى حالة لا يمكن التحكم فيها؟ ، مشيرا إلى تجربة ليبيا العنيفة. * وقال أحمد بن بيتور أنه بينما "يطالب الشعب بحقوقه وليس بامتيازات، نرى اليوم أن الامتيازات تتجه إلى المسؤولين، عائلاتهم، أقاربهم، أصحاب النفوذ، المرتشين، والمصفقين أمام الباطل، ولا تتجه إلى الشعب"، واليوم جاء وقت التغيير، والقوى العظمى فهمت أن فائدتها مع المواطنين وليس مع الأنظمة. * ولم يرفض أحمد بن بيتور، في حوار مع موقع "كل شيء هن الجزائر"، نشر الخميس، أن يأتي التغيير من الداخل أو بمرافقته لقوى التغيير، وأفاد بأن هناك مشاورات عميقة داخل نظام الحكم، وداخل قوى التغيير من جهة، للوصول إلى قناعة بحتمية التغيير، بينما حتمية التغيير واقع لا مجال للشك فيه. * وقال انه "يجب أن يكون هناك تحالفا لقوى التغيير، ولما تلتقي قوى التغير والنظام الذي اقتنع بحتمية التغيير نأتي لعملية التغيير، وهي أن نجمع 6 شخصيات وطنية، على سبيل المثال، لها مصداقية وكفاءة وقدرة على العمل، تكون لهم مهام مختلفة في مرحلتين اثنين". * وحسب بن بيتور، فان "المرحلة الأولى تدوم ثلاثة أشهر، ويتم فيها إبراز برنامج إعلامي قوي، لإقناع المواطنين بأننا دخلنا في مرحلة التغيير، وهذا البرنامج لا يكون قويا إلا إذا فتح مجال حرية التعبير، بما فيها إنشاء إذاعات وتلفزيونات خارج نظام الحكم، وفتح مجال العمل السياسي، والترخيص لإنشاء أحزاب جديدة، تمكن الشباب من العمل السياسي داخل مؤسسات سياسية قوية، ورفع حقيقي لحالة الطوارئ". * أما المرحلة الثانية، فتبدأ بعد ثلاثة أشهر، "حيث يأتي تعيين الحكومة الجديدة، تعمل كحكومة انتقالية لمدة 12 شهرا للتحضير لانتخابات رئاسية مسبقة، وانتخابات تشريعية مسبقة والاستفتاء على دستور جديد"، يقول بن بيتور، ويضيف أنه في "هذه الفترة الثانية تتحول مهمة الفريق إلى مراقبة تنفيذ الحكومة لخريطة الطريق، وكذا فتح نقاش مع كل فئات المجتمع من أجل تحضير مسودة مشروع دستور، الذي يعرض على الاستفتاء". * أما عن فكرة التحالف الذي ينخرط فيه معية أحزاب وشخصيات أخرى، فيوضح بن بيتور أنه ليس اندماجا أو وحدة أو اتحادا أو جبهة، وأن التحالف هو جماعة من الأشخاص يريدون التغيير، ويقبلون الشروط الأساسية، وهي الحرية، الديمقراطية، الحريات المدنية الفردية والجماعية، والمواطنة بكل ما تحمل من معنى. وقال "يجب التفريق بين الأصوليين والإسلاميين، نحن لا نمشي مع الأصوليين، لكن التحالف مفتوح للعلمانيين، والإسلاميين، وغيرهم، نحن نحضر لمؤتمر وطني، وهو مفتوح لكل الفئات وبدون أي إقصاء". * وبينما نفى أحمد بن بيتور وجود أي اتصالات بأي جهة في نظام الحكم، أوضح أنه يعمل لتغيير نظام الحكم، وأنه أعطى خارطة طريق لذلك، وقال عن امكانبة طلب خدماته "أنا يمكن أن أقود المرحلة الانتقالية أو ما بعدها، لأن أفكاري واضحة، ولكن اليوم لست أعمل من أجل أن أكون أنا المسير، أنا لا أطلب القيادة ولا أعمل لأجلها، أنا أريد فقط أن أكون عاملا فعالا لعملية الانتقال".