قال رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور في مبادرة أطلق عليها ''بيان من أجل جزائر جديدة''، إنه يتعين على الجيش ومصالح الأمن المشاركة إلى جانب كل الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمثقفين وكذا الإعلام، في دخول البلاد مرحلة تحول ديمقراطي، يسمح، مع كل خطوة للمجتمع المدني، بأن تأخذ مؤسسات الجمهورية مكانها الطبيعي والدستوري، مشيرا إلى أن المرحلة تفرض عليهم عدم السماح ببقاء حالة الجمود التي أجمع مجتمعنا على رفضها· وحذر بن بيتور من واقع ''الشباب الجزائري الذي لم يبق له من وسيلة للتعبير، في ظل النظام السائد، سوى العنف''، داعيا إلى ضرورة إنشاء طرف في المجتمع يكون محاورا يحمل اهتمامات الشارع يتخذ لنفسه مكانا بين السلطة والشباب العازم على افتكاك حريته حتى باستعمال العنف''· واستهل بن بيتور بيانه بتشخيص ووصف الوضع في الجزائر بالإنحرافي المؤدي بالأمة إلى الخطر· وأضاف رئيس الحكومة الأسبق أنه ''أمام الانسداد واليأس لم يعد للشبيبة الجزائرية من وسيلة للتعبير إلا العنف الذي أصبح وسيلة لتسوية النزاعات بين الأفراد من جهة وبين الأفراد والدولة''· واعتبر صاحب نظرة ''الجزائر الجديدة'' إن هذا العنف المزدوج للسلطة والمجتمع، يهدد بالخروج عن السيطرة في أي لحظة، مستندا في تحليله بالتجربة التونسية التي نجمت عن أوضاع اجتماعية لا تطاق بعد شيوع الإحساس باللاعدالة، ''وهو وضع يسبب انفجارا مهولا لأسباب تافهة''· وقال بن بيتور على خلفية ما سبق أن الأولوية اليوم ''هي صحوة الضمير الجماعي إزاء هذا التهديد الذي يتقدم نحو الدولة والأمة من أجل تغيير نظام الحكم بهدوء وصرامة''· ويرى بن بيتور أن الأزمة التي عاشها الشارع الجزائري والتونسي والمصري ''تتطلب خلق جهة محاورة تقف بين السلطة والشباب الذي قرر التحرر حتى لو اضطره الأمر لاستعمال العنف''، مضيفا ''هذا ما يجعلنا نضع بين أيدي الجزائريين مبادرة مواطنة من أجل التغيير تخلق بدورها مساحات للتعبير وفضاءات لطرح المقترحات تقطع الطريق أمام أية محاولات لنسج حركات العنف التي تنتج عنها انهيار الإدارة أو الدولة وإشاعة الفوضى''· ودعا بن بيتور المنخرطين في فكرة بيانه ''من أجل جزائر جديدة''، إلى التمكين من التحول من جزائر في طريقها إلى فقدان قيمها الاجتماعية السامية والإنسانية والحضارية إلى جزائر يصبح فيها العمل والتربية مراجع النجاح الاجتماعي يعيد الثقة بين مكونات الدولة، معلنا التزامه مع كافة المواطنين الذين يؤيدونه في طرحه من أجل تحقيق مهمة عاجلة للدولة، تتمثل في وضع حد للفساد والاحتقار الذي يسود بين المسؤولين السياسيين والإداريين ووضع اقتصاد منتج ممتص للبطالة والفقر ووضع برنامج حماية مطابق للقيم الاجتماعية مطور لشروط الحياة في ظل المساواة· وأدرج في المهم أيضا ضرورة الرفع من مستوى التربية والتكوين بين العامة مع منح الأولوية للشباب· سياسيا، ولتحقيق الحكم الراشد، قال رئيس الحكومة في بيانه إنه من الضروري الذهاب نحو مشهد سياسي مفتوح أمام الجميع للمنافسة بميكانيزمات وهيئات ذات مصداقية تخضع لحكم الشعب وتتيح الفرصة لجيل جديد من الحكام، على أساس توفير حد أدنى من الحريات الديمقراطية والتي طالب بن بيتور بشكل ضروري أن يكون من ضمنها رفع حالة الطوارئ، وفتح المجال السياسي والإعلامي مع وضع أجندة سياسية للانتقالية والإنقاذ تمهيدا لجمهورية جديدة بحكم راشد بمؤسسات المرحلة الانتقالية المكلفة بوضع دستور ديمقراطي وانتخابات تشريعية ورئاسية مسبقة، مع حكومة لها نفس الطابع المرحلي، داعيا في نفس الوقت مؤسسات الجيش والأمن إلى أن تنخرط في هذا المسار·