رفضت الحكومة الليبية، في وقت متأخر من مساء الجمعة، اقتراح المجلس الوطني الانتقالي وقف لإطلاق النار، بشرط خروج القوات التابعة لعقيد معمر القذافي من المدن التي يسيطر عليها، ووصفته بأنه تعجيزي. وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، السبت، "إن الكتائب الأمنية لن تنسحب من المدن التي تسيطر عليها"، في رد واضح على مبادرة الثوار باقتراح وقف إطلاق النار مع سحب القذافي قواته من جميع المدن الليبية واحترام حق الليبيين في الاختيار، دون أن يشترط صراحة رحيل العقيد معمر القذافي، الذي يعتبر من أهم مطالب المعارضة الليبية، وقوات التحالف الدولي، حيث كان محور مناقشات اجتماع لندن الأخير، في العلن والكواليس. وفي سياق متصل، قال مقربون من العقيد الليبي، معمر القذافي، أنهم لا يستبعدون بشكل كامل بعد التوصل إلى حل سياسي مع الثوار لإنهاء الأزمة الدائرة حالياً، وأضافوا "إن الحل قد يتضمن نقل العقيد الليبي سلطاته إلى أشخاص من الدائرة المقربة منه"، مشيرين إلى أن نجله، سيف الإسلام "سيلعب دوراً مهماً في هذا الأمر"، دون الإشارة إلى طبيعة هذا الدور، هل يتعلق بالوساطة أم تحمل مسؤوليات في المرحلة الانتقالية، وهو أمر مرفوض من قبل الثوار والمجموعة الدولية، باعتباره طرفا في الأزمة. وأوضح المصدر أن القذافي يعتقد أن الوقت ما زال متاحاً للحوار مع المعارضة، ولكنه يرغب في إنهاء الصراع المسلح قبل أن ينتقل الحديث إلى الحل السلمي، وأنه متأكد من قدرته على مواجهة أي محاولة لإزاحته عن السلطة بالقوة، مشيرين إلى وجود ما وصفوه ب"إدراك متزايد لدى النظام" بوجوب تسليم "الحرس القديم" مناصبهم لجيل جديد من القادة. وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية ذكرت، الجمعة، أن نظام القذافي أرسل مبعوثاً مقرباً منه إلى لندن لإجراء محادثات سرية مع المسئولين البريطانيين، حيث ترددت أنباء عن عقد لقاءات بين الليبي، محمد إسماعيل، وبعض مسؤولي الحكومة البريطانية خلال زيارته لأفراد من عائلته في لندن، وأشارت إلى رسالة حملتها له الحكومة البريطانية في طريق عودته إلى مسؤولي النظام الليبي. كما أشارت تقارير إلى تقديم أبناء القذافي عدة اقتراحات تتعلق بتحييد والدهم، ومن بينها أن يتولى المعتصم، وهو مستشار الأمن القومي في البلاد، رئاسة حكومة مؤقتة تشمل المعارضة، ولكن ذلك الاقتراح لن يرضي على الأغلب الثوار. ونفت لندن إجراء أي اتفاقات مع مبعوثين لنظام معمر القذافي في ليبيا، وقالت إن محادثات مع بعض مسؤولي النظام الليبي، و"لا توجد أي صفقات" ، وأضاف المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أمس الجمعة، أن الرسالة الوحيدة التي يتم تمريرها تتركز حول الخطوات التالية لإنهاء العنف في ليبيا، وضرورة ذهاب نظام القذافي.