الحمولة خرجت من ميناء العاصمة دون أن يكتشفها جهاز السكانير علمت "الشروق" من مصادر مطلعة بأن مصالح الجمارك حجزت حاويتين بمفتشية الجمارك بعين طاية بعد أن تم التصريح بأن الحمولة عبارة عن حاسبات وأدوات مدرسية مختلفة، في حين تبين بعد عملية الفتح والتفتيش بأنهما تحملان عطورا مقلدة من مختلف الماركات العالمية، تفوق قيمتها الأولية 8 مليارات سنتيم. * وأوضحت مصادرنا بأن الحاويتين قدمتا من ميناء دبي إلى ميناء العاصمة للشركة ذات المسؤولية المحدودة "كاراكاس"، حيث تم تقديم التصريح الجمركي على أن الحاويتين بهما أدوات مدرسية، لكن عملية التفتيش والفتح لم تتم على مستوى ميناء العاصمة بل تم تحويلهما إلى مفتشية الجمارك بعين طاية، وهذا بعد أن تم تمريرهما عبر جهاز السكانير بميناء العاصمة ،وهو ما يطرح فرضية تواطؤ داخل الميناء سواء على مستوى السكانير أو من جهة أخرى نافذة، كما يطرح دخولها على مستودع "ماجيكو" بمفتشية عين طاية فرضية التواطؤ أيضا. وأكدت مصادرنا بأن الحاويتين بقيتا قرابة 15 يوما في مستودع عين طاية دون أن يتقدم إليهما أحد، ليأتي بعدها مصرح جمركي ممثلا لمؤسسة التصريح "سقراط" ويصرح بأن الحمولة عبارة عن أدوات مدرسية، لكن الجمركي المكلف بالتفتيش أخذ عطلة مباشرة بعد تقدم المصرح الجمركي إلى مفتشية عين طاية. وأضافت مصادرنا أن الشك راود المفتش الرئيسي حول وضعية هاتين الحاويتين وقرر تفتيشهما، حيث تم فتح الحاويتين مساء أمس، في حدود الثانية زوالا، ليتبين بأن الحمولة لم تكن كما تم التصريح بها، إنما هي عبارة عن حمولة من العطور المقلدة ومن مختلف الماركات العالمية. وتصل فرضية التواطؤ حسب مصادرنا إلى مديرية مكافحة الغش لوزارة التجارة التي منحت المصرح الجمركي شهادة المطابقة للسلع المصرح بها، في حين أن السلع لم تكن أصلا تلك التي تم التصريح بها من طرف المصرح الجمركي، كما تبين أن السلع المعبأة داخل الحاويتين هي سلع غير أصلية بل هي مقلدة. وقد باشرت الجهات المعنية إجراءات استدعاء المستورد إلى العدالة، إلا أن مصادرنا أكدت بأنه من الصعوبة بمكان معرفة المستورد الحقيقي أو الحوت الكبير من وراء هذه العملية وهذا كون السجل التجاري المستعمل مستأجرا.