مهرب حاول تمرير محركات سيارات وشاحنات على أنها أثاث منزلي تمكنت مصالح الجمارك من تحديد هوية المستورد الذي كان يقف، إلى وقت قريب، وراء كل محاولات تهريب قطع الغيار القديمة المهربة إلى الجزائر من فرنسا، باستعمال سجلات تجارية مستأجرة وتصاريح مزورة. وكان ضبط حاويتين، الأسبوع الماضي، بميناء ''سيما'' الجاف، شرقي العاصمة، قبل تقديم التصريح الجمركي، الخيط الذي قاد إلى معرفة الأسماء التي تقف وراء إغراق السوق السوداء بقطع الغيار المستعملة الممنوعة من الاستيراد والتسويق منذ ثلاث سنوات. العملية تأتي بعد أسبوع من حجز حاويتين من محركات السيارات الفخمة والشاحنات، في ميناء الجزائر. وتحتوي كل حاوية من 20 إلى 25 محرك شاحنة و30 إلى 50 محرك سيارة. وأفادت مصادر ''الخبر'' بالمديرية العامة للجمارك بأن خصوصية العملية الأخيرة تتمثل في أن ضبط الحاويات كان بناء على تحريات مصلحة الاستعلامات الجمركية التي قدمتها لفرق مكافحة الغش والتهريب للقيام بالمداهمة، قبل قيام المستورد بالتصريح الجمركي. وبالفعل فإن عامل المفاجأة مكن فرق التفتيش من تحديد هوية الضالعين في محاولة التهريب. وقد تقرر، فضلا على فرض غرامة مالية ومصادرة البضاعة بغرض إتلافها، مباشرة إجراءات المراقبة البعدية التي ستمكن من تحديد الكميات التي دخلت الجزائر وقائمة السجلات المستأجرة لتهريب قطع الغيار المستعملة. وبينت التحريات الأولية، برأي مصادر ''الخبر''، أن الواقفين وراء العملية الأخيرة ليسوا سوى واجهة لبارونات إغراق السوق السوداء في العاصمة وسطيف وشلغوم العيد وتيزي وزو بقطع الغيار القديمة، التي كانت هذه المرة عبارة عن محركات لسيارات وشاحنات تم التصريح بأنها أثاث منزلي. غير أن بيان حمولة الباخرة والفارق في الوزن فضح المهربين. وتقوم مصالح الجمارك، منذ أول أمس، بجرد المحركات المستعملة وقطع الغيار القديمة بمساعدة محضر قضائي. وتؤكد المعلومات المتوفرة أنه تم تحديد هوية المهرب الذي استعمل سجله التجاري لتهريب الحاويتين، كما بينت التحريات أنه اضطر للتخلي عن بضاعته وعدم جمركتها بعد فشله في إيجاد من يتواطأ معه لتمرير الحاويتين. بل والأكثر من ذلك، فإن فرق المراقبة في الميناء الجاف كانت على علم بمحاولته وتركت الآجال حتى تنقضي لتأمر بفتح الحاويتين. وقال مصدر مسؤول في المديرية العامة للجمارك إن العملية الأخيرة نوعية، لأنها كانت بناء على استهداف مسبق. وهي خطة جديدة في مكافحة التهريب. وبالنسبة للمحاولة الأخيرة فإن الجمارك عملت على تحديد هوية من يقف وراء شبكات تهريب قطع الغيار المستعملة.