صعّدت الحكومة من درجة اهتمامها بالولايات الجنوبية، وسرّعت من وتيرة التعاطي مع احتياجات ومطالب سكان الولايات الحدودية، إذ بعد الزيارة التي قادت رئيس الجمهورية لولاية تمنراست الثلاثاء الماضي، والتي عرّج خلالها وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية على منطقة عين قزام، سيعود غدا هذا الأخير لأقصى الحدود الصحراوية وتحديدا لولاية أدار ومنطقتي برج باجي مختار، وتيمياوين والمناطق المحاذية لهما، للإعلان عن برامج تنموية لهذه المناطق تكون كفيلة بتأمينها تنمويا وأمنيا. * وأفادت مصادر "الشروق" أن الرئيس بوتفليقة، في ختام زيارته لتمنراست، استعجل وزير الداخلية والجماعات المحلية بضرورة النزول للولايات الجنوبية المعنية بالبرنامج التنموي الاستثنائي الذي خصص لولايات تمنراست، أدرار، إليزي، ومناطق كل من عين قزام وبرج باجي مختار وتيمياوين، هذا البرنامج التنموي في شكله، يحمل الطابع والبعد الأمني المحض في مضمونه، خاصة ما تعلق منه بإستقرار التوارق الجزائريينبالولاياتالجزائرية، ووضع خط عازل بينهم وبين توارق البلدان المجاورة لضمان، حماية المنطقة من الخطر القادم من منطقة الساحل ومنطقة كيدال، وحتى الحدود مع ليبيا في الوقت الراهن. * الزيارة التي سيرافق فيها وزير الداخلية، وزير الموارد المائية عبد المالك سلال، تعد غاية في الأهمية بالنظر الى الظروف التي تعيشها حدودنا، خاصة بعد أن أعلن صراحة الوزير الأول أحمد أويحيي أن الوضع الأمني في الحدود مع الجارة ليبيا وغيرها كالنيجر ومالي ليس على ما يرام، كما شاطره الرأي ولد قابلية الذي أكد أن الحدود الجنوبية الشرقية ليست في مأمن من محاولات اختراق المجموعات الإرهابية الناشطة بمنطقة الساحل الإفريقي. * الاهتمام اللامتناهي للحكومة بالولايات الحدودية، يؤكده قرار وزارة الدفاع الوطني تعزيز الحدود البرية للجنوب الجزائري، من خلال مشروع استعجالي، يتضمن إنجاز مسالك وأرضية مخصصة لتأمين الحدود البرية في الجنوب، هذا المشروع الهام الذي تشرف عليه وزارة الدفاع يعد بمثابة العملة ذات وجهين، ففي الوقت التي ستوفر تأمينا لحدودنا الجنوبية، سيكون بمثابة بنى تحتية بإمكانها إعطاء دينامكية خاصة لقطاعات الفلاحة والتجارة سيكون بمثابة المشروع الواقي والمؤمن للحدود الجنوبية ومنافذ الجزائر عبر ترابي ولايتي إليزي وتمنراست من أي خطر محتمل قد يأتيها من مالي والنيجر بالنسبة للمسالك التي ستدعم حدود ولاية تمنراست، كما سيوفر لها الأمان في حدودها مع ليبيا والنيجر، على اعتبار أن ولاية إليزي تعتبر ولاية حدودية للبلدين، وهو المشروع الذي يعد بمثابة خطوة احترازية من قبل الجزائر ووزارة دفاعها لحماية الحدود في الجنوب. * وحسب مصادر "الشروق" فإن البرامج التكميلية ترمي لتطوير مناطق الجنوب، وتشمل كافة قطاعات الحياة كتطوير الاقتصاد وترقية الشباب والمرأة وانجاز منشآت قاعدية بمنطقة الجنوب الأقصى لولاية أدرار كبرج باجي مختار وتيمياوين والحدود مع ليبيا والنيجر فيما يتعلق بولاية اليزي. * زيارة الوفد الوزاري الذي سيحط غدا بأدرار وبرج باجي مختار وتيمياوين، تأتي في أعقاب زيارة مماثلة قادت وزير الداخلية لعين قزام، أين تفقد المكاتب التابعة لشرطة الحدود والجمارك وكذا وحدات الجيش، ناهيك عن الاجتماع الذي أجراه بالمركز الحدودي مع السلطات المحلية والذي ركز على ضرورة تحسين ظروف العمل والصعوبات التي يواجهها سكان وموظفو المناطق الحدودية.