في هذا اللقاء القصير الذي جمعه بالشروق اليومي بفندق الكنز بدا لونيس آيت منقلات جد متحفظ في الحديث في الشأن السياسي، وأصر على القفز فوق الأسئلة. منڤلات راوغ كثيرا في الإجابة وهو في ذلك قد أخذ العبرة من التجارب السابقة التي حاولت في كل مرة جره للساحة السياسية ولو عنوة. حوار : زهية منصر * عرف آيت منقلات بصاحب الأغاني الملتزمة ماذا بقي من التزامك اليوم؟ - لم يبق اليوم أي التزام، إننا نقدم الأغنية فقط برغم ذلك أنا مقتنع بما قدمته وأقدمه وهو النوع الذي عرفني به جمهوري منذ بداياتي. * أنت اليوم هنا في مهرجان جميلة المخصص للتضامن مع لبنان ماذا تقول كفنان؟ - لم أكن أعلم أن المهرجان للتضامن. لم يخبرني أحد ولا أستطيع أن أكذب وأدعي غير ذلك. ولست أدري إن كان باقي الفنانين يعرفون أم لا، المهم أني جئت اليوم للمهرجان وسألتقي جمهوري وأؤكد كإنسان أولا وكفنان ثانيا تأثري بكل ما حدث في لبنان. * ما رأيك في الرأي القائل أن الأغنية القبائلية تعيش اليوم أزمة خانقة؟ - لا أظن أن الأمر متأزم لهذا الحد. هي مرحلة صعبة وفترة حرجة قد تنجح الأغنية القبائلية في تجاوزها لاحقا. * هل يعني هذا أن لونيس آيت منڤلات متفائل بمستقبل الأغنية القبائلية؟ - ليس صحيحا أن الأغنية القبائلية اليوم تتجه نحو الموت. أنا لا أوافق هذا الرأي. هناك جيل جديد يحاول أن يقدم شيئا مختلفا، فالناس يحتاجون أغاني الأعراس ولها مكانتها وجمهورها، لكن الشيء غير المحبذ هو إعادة أغاني الغير لأن الإعادة مهما كانت جميلة لا يمكنها أن تكون صورة طبق الأصل أو نسخة أصلية للعمل المعاد، وهذا من شأنه أن يقتل الأغنية ويقضي على الإبداع. * لكن هناك من يرجع هذه الأزمة لغياب كتّاب الكلمات أو ملحنين في المستوى؟ - هذا غير صحيح. هناك كتاب كلمات وهناك ملحنون وموسيقيون، ولكن هناك بعض الناس لا يريدون أن يتعبوا ويفضلون الأعمال السهلة. * يقال أن آيت منڤلات ليس راضيا عن الصحافة لماذا؟ وهل صحيح أن هناك منافسة بين الأغنية الشاوية والقبائلية؟ - الصحافة هي التي تختلق مثل هذه النعرات، وتتصور أشياء غير موجودة ونحن كفنانين لا مشاكل بيننا وليس بيننا أي خلاف، ولا أذكر أن هناك فنانا واحدا لا أتفق معه من الأوراس إلى وهران. الجرائد هي التي تروج في كثير من الأحيان لأشياء لا وجود لها. وقد سبق أن قرأت أخبارا تخصني لا أساس لها من الصحة، وكان من واجب الصحفيين أن يتصلوا بي لا أن يتحدثوا مكاني، وهذا لا ينفي طبعا وجود صحفيين في المستوى. * برغم وصفك بمطرب الأغنية الملتزمة لكنك تتهرب من السياسة هل يعني أنك تخاف من السياسة؟ - لو أردت أن أناضل في السياسة لمارست السياسة على حقيقتها وبأصولها الحقة، لكني لا أريد الدخول في ميدان لا يعنيني، وما أحسه أحاول أن أقدمه باحترافية، وما لا أتقنه أفضّل ألا أدخل فيه، فكما لا يمكننا أن نتصور رجل سياسة أو قائد حرب يصدر أشرطة أو يناقش في الغناء، كذلك لا يمكن أن نتعمد دائما إدخال الفنان في قضايا لا تعنيه. * كيف يرى منڤلات نضال حزب الله في لبنان؟ - أفضل ألا أدخل في هذه المتاهات. أكدت لك أني فنان وفقط وقد جنيت الكثير من المشاكل من وراء المواقف السياسية وبسببها. * ما رأيك اليوم في وضع الفنان في الجزائر؟ - مازلنا اليوم نتحدث عن قانون الفنان وقد يكون هذا التزاما جديدا علينا أن نناضل من أجل تحقيقه. أنا ضد أن يبقى الفنان يتحمل عبء أخيه الفنان في وقت الأزمات. إلى متى يستمر مثل هذا الوضع؟ يجب التفكير بجدية في وضع حد نهائى لهذه المعاناة وتسوية المشكل من الجذور والسبيل الوحيد لفضح المعاناة اليومية للفنان هي وضع قانون يحميه.