ينتظر جمهور جميلة بفارغ الصبر سهرة الخميس التي ستكون متميزة بكل المقاييس حيث سيقف المطرب الكبير مارسيل خليفة إلى جانب شاعر الحكمة لونيس آيت منڤلات لأداء نخبة من الأغاني الملتزمة التي عرف بها كلا النجمان، وسيكون للقاء مارسيل بلونيس آيت منڤلات صاحب الأغاني الرمزية كون الفنان اللبناني صاحب الأغاني الملتزمة والتاريخ الطويل عبر العالم العربي حامل القضية اللبنانية على مر سنوات المحنة اللبنانية منذ منتصف السبعينيات ما زال محافظا على نفس الطابع والتألق والإيمان بدور الأغنية في إيصال رسالة الشعوب، برغم أن الزمن اليوم هو زمن أغاني هز البطن وعصر الفضائيات، ولكن مارسيل خليفة مازال محافظا على عرشه وهو الذي تسلم مفتاح المهرجان من وزير الثقافة، وسيكون باعث مهرجان جميلة بعلبك لبنان في الجزائر، وقد كان أيضا سفيرا للنوايا الحسنة لدى اليونسيكو مما يعطي لوقوفه في الجزائر الكثير من الأبعاد الرمزية والمعاني العميقة. من جهته النجم لونيس آيت منڤلات الذي سيكتشفه الجمهور السطايفي في ليلة الخميس لا تقل رمزيته عن رمزية ومكانة خليفة في لبنان، حيث استطاع أن يحافظ على طابعه الفني طيلة مدة فاقت ربع قرن في أداء الأغنية القبائلية الملتزمة سواء كانت سياسية أو عاطفية، وقد سبق له أن رفض الانسياق وراء موجة »زبط أربط« التي انحدرت إليها الأغنية القبائلية في الآونة الأخيرة. لقاء النجمين اليوم سيكون له أكثر من معنى ورسالة تتجسد في تضامن الفنان الجزائري مع زميله الفنان اللبناني لإيصال كلمة الفن والتأكيد على أن رسالة الشعوب لها ألف طريقة للانتقال والخلود بكل لغات العالم. سهرة اليوم التي ينضم إليها الصوت الشاوي القوي حورية عيش تؤكد على التوحد والتلاحم بين كافة الشعوب في المحيط العربي مهما اختفلت التوجهات واللهجات، وهي أروع صورة يمكن أن يحملها المهرجان الذي تحول إلى منبر وأكبر تظاهرة عربية فنية للتنديد بالعدوان الصهيوني ودعم المقاومة اللبنانية.