كل شي كان يوحي بأن السهرة التاسعة من مهرجان جميلة ستكون مميزة، لأن هرمين من أهرامات الأغنية الملتزمة سيقفان على المسرح هذه الليلة. زهية منصر الجو هادئ والجمهور توافد بقوة لتحية الفنانين الكبيرين لكن حدث مالم يكن في الحسبان. فمارسيل خليفة إعتلى المنصة للحظات فقط وأدى أغنيتين هما »الطفل والڤيتارة« و»البحرية« ليقرر بعد ذلك مغادرة المنصة إحتجاجا على عدم توفر الوسائل التقنية وخاصة البيانو، وهو الأمر الذي أغضب مارسيل خليفة الذي صرح قبل مغادرته المنصة »إنه جاء لتقديم الأشياء الجميلة وقد طلب العتاد التقني لكنه لم يحصل عليه«، وأضاف مارسيل قائلا »حتى يكون التضامن مع لبنان وحتى نكون متضامنين يجب أن نوفر الوسائل كلها« وأضاف إبناه العازفان في الفرقة الموسيقية بشار ورامي، قائلين إنهما أصيبا بصدمة من سوء التنظيم وعدم توفر العتاد الذي سبق وأن طلبوه. مارسيل خليفة الذي أعتلى المنصة ملتحفا شاله الأحمر وفاء لعقيدة قديمة (الشيوعية) غادر المنصة حانقا وغاضبا ولم يلتفت للجمهور الذي وقف لتحيته، وهو يردد مناضلون. وقد عبر العديد من الحضور عن أسفهم لعدم تمكنهم من الاستمتاع بألحان وأغاني مارسيل خليفة. وفيما يخص المشاكل التقنية التي رهنت حفلة مارسيل خليفة فقد أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى الديوان الوطني للثقافة والإعلام »سهيلة علي« »أن الديوان لم يتمكن من جلب البيانو الوحيد من العاصمة وفي ظل عدم وجود جهاز مماثل في سطيف والولايات المجاورة اضطر تقنيو الديوان لضبط إيقاعات البيانو الموجود على نفس إيقاعات البيانو الأصلي الذي تعود خليفة على العمل عليه، لكن تضيف المتحدثة أن أحد العازفين في فرقته أخلط الإيقاعات المضبوطة فاختل توازنها عندما كان يتفقد الآلات«. كما أكد مصدر مقرب من الديوان أن »المشكل التقني تم تضخيمه وما كان لمارسيل خليفة أن يتصرف بمثل هذا التصرف في عز التضامن مع لبنان الذي احتضنته الجزائر..« وفي ظل غياب أخبار مؤكدة عن الأسباب الحقيقية التي دفعت خليفة لاتخاذ مثل هذا الموقف بعيدا عن المشكل التقني، فإن جمهور كويكول عاش صدمة وخيبة حقيقيتين في فشل حفلة مارسيل خليفة التي انتظرها بفارغ الصبر خاصة وأن لونيس آيت منڤلات الذي اعتلى المنصة قبل مارسيل خليفة كان قد أطرب الجمهور الذي رقص كثيرا على أنغام شاعر الحكمة الذي قدم باقة من أغانيه التي أعادت جمهور جميلة للسنوات الذهبية مثل » أيام« »أمغار« »أدا إزير«... وأغاني أخرى حلق عبرها لونيس آيت منڤلات في الزمان والمكان وحمل عبق الزيتون وأصالة الأرض والكلمة القوية التي لا تموت. السهرة التاسعة أيضا عرفت وقوف الصوت الشاوي القوي حورية عيشى التي سافرت بالجمهور على ايقاع البندير الشاوي إلى عوالم عيسى الجرموني وعلي الخنشلي.