قرر وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت استدعاء الجنرال عدنان داود الذي كان مسؤولا عن ثكنة مرجعيون في جنوب لبنان أثناء احتلالها في العاشر من أوت من قبل الجيش الإسرائيلي، وتوقيفه فورا. ح.زبيري/الوكالات وجاء القرار بعد أن بثت قناة "المنار" وقناة " سي ان ان " الامريكية شريطا يظهر العميد داود يتسامر مع قادة الجيش الاسرائيلي يشرب الشاي مع فرقة من الجيش اللبناني وبعض أسلاك الأمن بمجرد أسرهم من طرفة نخبة في الجيش الإسرائيلي. ويظهر الشريط الفيديو الذي أعادت بثه قناة "السي.أن.أن" الأمريكية يوم الجمعة الضابط اللبناني وعدد من جنوده وهم يتناولون الشاي على يد العسكريين الإسرائليين في تناغم كبير ومثير للدهشة بعد "إستقبالهم" في هذه الثكنة. جاء ت هذه الأحداث بعد دخول الجيش الاسرائيلي ثكنة مرجعيون العسكرية التي كان يتواجد بها حوالي 350 فردا من جهاز الأمن الداخلي والجيش الذين كانوا يعتبرون في عداد المحتجزين لدى الجيش الإسرائيلي، و أنهم ليسوا هناك في إطار مهمة عسكرية ولكن ضمن رسالة إنسانية في المنطقة التي تضررت كثيرا من العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان. في حين لجأت القوات الإسرائيلية إلى الثكنة للاحتماء من المقاومة الشرسة التي أبداها عناصر حزب الله في المنطقة ومن الكمائن التي نصبت لها. ورجح أن يستعمل الإسرائيليون رجال الأمن اللبنانيين في الثكنة كدروع بشرية. فقد دخلت قوة إسرائيلية مؤلفة من 200 جندي ودبابتين، حسب ما أفادت مصادر أمنية، وبقي عناصر الأمن اللبنانيون في مبنى آخر من الثكنة. وكان حوالي خمسين جنديا إسرائيليا دخلوا في وقت سابق الثكنة لبعض الوقت ثم خرجوا منها. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) "شهدنا العميد عدنان داود يتسامر مع الضابط الإسرائيلي. شهدنا حسن الضيافة وأكواب الشاي. شهدنا العلم الأبيض على الثكنة. شهدنا تقديم بطاقات التعريف عند المغادرة". شهدنا السلاح المتخلى عنه. وأخيراً، صور القصف للقافلة الحاصلة على ضمانات. إلا أن ما تقدم ليس كل شيء. فكان لوزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت اتصالات شملت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والمسؤولين الفرنسيين على أعلى مستوى. و أن "انطباعنا الأول أنهم - الإسرائيليين - ربما أرادوا أن يستعملوا ثكنة مرجعيون نوعاً من الدرع البشرية". وأن الإسرائيليين لم يلجأوا الى الثكنة بل احتلوها من اجل تجنّب "عملية انتحارية لأنها ستقضي عليها وعلى المدنيين المحيطين" لذلك اتخذوا قرار الإخلاء". وتطالب أوساط لبنانية بتعيّن لجنة تحقيق لا تكون تابعة إدارياً للوزير المعني والمطالبة الوزير أحمد فتفت شخصياً بأن يضع نفسه في تصرف أي لجنة يصار الى تشكيلها. ولعله مناسب، في هذا المجال، تذكير الوزير فتفت بأنه وزير بالوكالة. سلفه حسن السبع وضع استقالته بتصرف رئيس الحكومة بعد حادثة الأشرفية. هل تورط سعد الحريري ؟ وأكدت مصادر مقربة من وزير القضاء الإسرائيلي، حامون رامون، أن هذا الأخير أجرى اتصالا بالنائب سعد الحريري عن طريق طرف ثالث ناشده فيها التدخل لدى وزير الداخلية اللبناني لحماية أكثر من مئة جندي إسرائيلي محاصرين في ثكنة مرجعيون بجنوب لبنان، والحؤول دون قتلهم أو وقوعهم في أسر المقاومة اللبنانية. وكشف المصدر عن أن الطرف الثالث هو رون لودر، رئيس "الصندوق القومي اليهودي" ورئيس مجلس إدارة سلسلة متاجر "إستيه لودر" العالمية لمستحضرات التجميل التي افتتحت فرعا لها في بيروت قبل عدة سنوات باسم "آشتي" بالاشتراك مع رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وأرملته السيدة نازك الحريري.