أكد خبراء بيداغوجيون، الأحد، على ضرورة تثمين وترقية دور المدارس القرآنية في تربية وتوجيه الطفل، وذلك بعدما تحولت إلى أشبه بمدارس تحضيرية يقبل عليها الأولياء لتسجيل أبنائهم قبل التمدرس القانوني، وخاصة في المناطق الريفية والنائية، أمام محدودية طاقة استيعاب الأقسام المخصصة للتعليم التحضيري، خاصة مع تراجع الوزارة عن اعتماده بصفة رسمية كما تقرر منذ 2008، تزامنا مع تقليص سنوات الابتدائي إلى 5 سنوات، حيث تكون سنة التحضيري بمثابة تعويض عن السنة المحذوفة. * واستدعى تزايد هذا الإقبال الكبير على المدارس القرآنية المتواجدة عبر المساجد والمدارس القرآنية والزوايا، بصفة خاصة، تنظيم لقاء دراسي يبحث في "دور المدارس القرآنية في تنمية الاتجاهات الإيجابية للطفل نحو مجتمعه"، بقسنطينة، حيث أصبح التعليم القرآني أشبه بمنظومة تربوية موازية تضم آلاف التلاميذ والطلبة تنشط في ظروف سيئة جدا، من العبث تركها تعمل بمزاجية، حيث أن ترقية تأطيرها وتحسين منظومتها البيداغوجية، فضلا عن توحيدها ، بما يخدم انخراط الطفل في المنظومة التربوية والثقافية للمجتمع بهدف تنمية اتجاهات المواطنة والوطنية لدى الطفل، أصبح أكثر من ضرورة. * وفي هذا السياق، أثار المتدخلون خلال هذا اللقاء، الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، أهمية تعزيز المدارس القرآنية الخاصة بالصغار بالوسائل البيداغوجية اللازمة، وتحسيس الجمعيات الدينية والأئمة بضرورة الاهتمام بتجهيز وتهيئة المدارس القرآنية للصغار، كما تمت الدعوة إلى "إقامة دورات تدريبية تكوينية" لمعلمي ومعلمات القرآن الكريم طيلة السنة في إطار التكوين المستمر وفق مخطط مدروس، واشتراط عامل الكفاءة في كل من يريد الالتحاق بالتعليم القرآن، وكذا اقتراح تنظيم خرجات ميدانية تربوية ترفيهية لتعزيز ارتباطات الطفل بالمحيط والطبيعة، على غرار مبادرات المدارس العادية، إلى جانب "إثراء الدليل التربوي" الخاص بهذه الفئة من المدرسين.