تشتكي العديد من المؤسسات التربوية في ولاية عنابة من نقص التأطير، لاسيما المنتشرة في البلديات النائية بعد إتمام عملية التحويلات السنوية والحركات وعدم تعويض الأساتذة والمعلمين المنتقلين إلى المدن الكبرى بعد استنفاد فترة الحركة السنوية·وتخص هذه الوضعية مادتي اللغة الفرنسية والإنجليزية وكذا بعض المواد العلمية والأدبية، في انتظار إجراء مسابقات التوظيف الجديدة المقررة ابتداء من 20 سبتمبر الجاري واللجوء إلى صيغة التعاقد رغم نقص وانعدام التخصصات في هذه البلديات التي سيقضي تلاميذها أسابيع دون دراسة· وقد كشف بعض أولياء التلاميذ أن المناطق الريفية خاصة بلديات شطايبي، العلمة، الشرفة، التريعات وحتى دائرة عين الباردة هي الأكثر تضررا من التذبذب في التأطير، مما يستدعي تدخل مديرية التربية لسد هذا العجز في أقرب الآجال لتمكين أبنائهم من مزاولة الدراسة بصفة عادية·وحسب مصادر من القطاع، فإن المستوى المتوسط هو الأكثر تضررا من المشكل، إذ يقدر حجم الاحتياج بأكثر من 300 أستاذ، يأتي بعده المستوى الثانوي بقرابة 150 أستاذ، ثم الابتدائي بنحو 120معلم، وحتى بالنسبة للمقتصدين، فهناك ستة مناصب شاغرة خاصة بنواب المقتصدين· وذكرت المصادر أن مسابقات التوظيف المعلنة لا تلبي كافة هذه الاحتياجات، بل تستجيب لنحو 60 بالمائة فقط من حجم الطلب الفعلي· ويشدد أولياء التلاميذ أن المحيط الريفي هو الأكثر تضررا من هذا المشكل الذي بات يتسبب في نسب رسوب عالية وفي ضعف المستوى والتأثير السلبي على المسار الدراسي للتلاميذ· وباستلام الولاية هذا العام لمؤسسات تربوية جديدة في جميع الأطوار، يرجح أن يتعقد المشكل أكثر، رغم كثرة تطمينات الإدارة للأولياء، بالقدرة على تجاوز المشكل خلال فترة وجيزة سواء من خلال التوظيف عن طريق المسابقة، أو الاعتماد على الاستخلاف· وبالنسبة للكتاب المدرسي، فقد عبر أولياء التلاميذ عن ارتياحهم لتطمينات مدير التربية في اجتماع عقد قبل العطلة الصيفية، حيث سيستفيد كالعادة جميع تلاميذ السنة الأولى من التعليم الابتدائي منه مجّانا، إضافة إلى تلاميذ الأقسام التحضيرية والمعوزين، الذين سيستفيدون من منحة ثلاثة آلاف دينار، وكذا المتمدرسون في أقسام ذوي الاحتياجات الخاصة، التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي· فيما التزمت المديرية بتوفير الكتب والمقررات لجميع الأطوار خلال الأسبوع الأول من الدخول المدرسي الحالي وفيما يتعلق بقضية المآزر، يطالب أولياء التلاميذ جميع المؤسسات التربوية بالتريّث في اتخاذ قرار إلزامية ارتداء المآزر، إلى حين إيجاد حلّ لهذه القضية التي دوختهم·من جهة أخرى توجد 15 مدرسة ابتدائية بطاقة 300 مقعد بيداغوجي على مستوى ولاية الطارف مغلقة منذ الموسم الدراسي الماضي ''لأسباب مختلفة''· فيما برمجت مديرية التربية حسب مصادر محلية عليمة افتتاح 40 حجرة دراسية ومجمع مدرسي لتغطية العجز المسجل فيما يخص المقاعد الدراسية· وأكدت ذات المصادر في هذا السياق أن أربع مدارس من بين المدارس المغلقة توجد ببلديات ''القالة'' و''شيحاني'' و''بحيرة الطيور'' و''حمام بني صالح''، وذلك بسبب ''النقص المسجل في عدد التلاميذ''· وأضافت أن هذه المدارس تم إنجازها بمناطق بعيدة، مشيرة إلى أن الأولياء يفضلون تمدرس أبنائهم بمؤسسات تربوية تقع بمقر البلدية التي تتوفر -حسبهم- على ''ضمانات أحسن على غرار نوعية التعليم''· وبرأي مسؤولي مديرية التربية، فإن البلديات التي شيدت هذه المدارس ''لم تستشر مسبقا مسؤولي القطاع ولم تأخذ بعين الاعتبار الخريطة المدرسية التي تحدد الشروط الأساسية لإنجاز منشأة تربوية ولم تأخذ عدد التلاميذ المتمدرسين في الحسبان كذلك''· وفضلا عن ذلك تقرر تعليق نشاط ثلاث مدارس تقع بكل من بلديتي ''شيحاني'' و''حمام بني صالح'' وذلك بسبب بعدهما فيما تبقى المؤسسات الأخرى مغلقة بناء على ''مذكرة وزارية خاصة بغلق المدارس التي تحتوي على مادة الأميونت''· ولتغطية العجز بخصوص المقاعد البيداغوجية وإزالة نظام الفترتين الذي لا يزال قائما في بعض المدارس، برمجت مديرية التربية فتح 40 حجرة دراسية جديدة ومجمعا مدرسيا· وبخصوص الطور المتوسط استلم القطاع محليا أربع متوسطات جديدة ستكون مجهزة ''قريبا'' لاستقبال واستيعاب تلاميذ كانوا يدرسون بأقسام مكتظة·