"أي سيناريو للقطيعة مع النظام الجزائري لا يخدم الجزائر" قال أحمد بن بلة، الرئيس الأسبق، في حوار مطول، لأسبوعية "جون أفريك"، في عددها الحالي، الصادر من 8 إلى 14 ماي الجاري، تحت عنوان"ليلة مع بن بلة"، التقته فيها بمقر إقامته بالجزائر العاصمة، إن العالم العربي في حالة غليان، واعتبر أن تحرك الشعوب لنفض الغبار عن الأنظمة القائمة أمر طبيعي، مفضلا عدم استعمال تعبير الثورة لوصف الأحداث الجارية في العالم العربي، وخاصة في تونس ومصر. * وأوضح بن بلة، 94 سنة، بأنه لا يتمنى أن يحدث لنظام الحكم في الجزائر ما حدث في بعض الدول العربية، مثل تونس، مصر واليمن أو في ليبيا. وأوضح أن أي سيناريو للقطيعة مع النظام الجزائري لا يجلب أي خير للجزائر، وقال"لدينا شخص موجود هنا، أفضل أن يستمر الأمر كما هو"، في إشارة إلى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وأضاف معلقا "يوجد هناك الأقل والأحسن لديه، المهم الآن، هو أنه الأقل سوء، وأنا أشعر بالراحة"، وراح يبرر قناعته هذه بالقول "إن الجزائر ليست بلدا سهلا، وقيادة الجزائريين حقيقة ليس أمرا سهلا". * واعتبر بن بلة الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، بمثابة أخيه الأصغر، واستطرد موضحا" أتمنى ألا يحدث له أي مكروه"، ليعاتبه على بقائه أعزبا، وتأسف قائلا"رجل في سنه لم يتزوج بعد، ولكن الوقت مازال لفعل الخير". * وتمسك أحمد بن بلة باستكمال بناء اتحاد المغرب العربي، وطالب ب"إقامة مغرب عربي هادئ، يجب أن تكون الحدود مفتوحة، وهذا ممكن جدا، وهل يمكنني أن أقول غير هذا"، في اشارة إلى الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب. * وعاد بن بلة إلى الحركة الوطنية وإنشاء المنظمة السرية في 1947، وتظاهرها في عمل مسلح في 1949 بوهران، والتي اعتبرت من بين أبرز إرهاصات اندلاع ثورة التحرير، ليؤكد أنه هو منظم ومؤطر الهجوم على مركز بريد بوهران وليس حسين آيت أحمد، وقال "...بأدق التفاصيل، إنني أنا"، مؤكدا احترامه لحسين آيت أحمد، "الذي كان في كثير من الأحيان قبائليا أكثر منه جزائري"، يعلق بن بلة، نافيا أن يكون حسين آيت أحمد، رئيس المنظمة السرية، هو المخطط لهذا الهجوم، كما شهد بذلك المؤرخون، وكما ذهب إلى ذلك آيت أحمد بنفسه في كتاب "مذكرات مقاتل". * وكشف أحمد بن بلة بالمناسبة بأنه هو ومجموعة من تسع قيادات تاريخية من أنشأوا جبهة التحرير الوطني في الفاتح نوفمبر 1954، كما تحدث عن شخصية عبان رمضان ومحمد بوضياف وطبيعة علاقته بهما، وعن اعتماد النظام الاشتراكي بعد الاستقلال، معتبرا إياه الخيار الأحسن.