حذّر رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور من الاستهانة بالأحداث التي شهدتها تونس ومصر، والتسويق لمقولة أن الجزائر في منأى عما حدث هناك أو يحدث حاليا في عدد من الدول العربية الأخرى. ودلل بن بيتور على مدى تأثير ما يقع في الأقطار العربية وخصوصا المغاربية منها على الوضع في الجزائر، بمقطع من بيان نوفمبر 54 الذي نص على أن ''أحداث المغرب وتونس لها دلالتها.. كل واحد منهما يدفع اليوم في هذا السبيل (يعني الثورة). أما نحن إن لم نفعل ذلك فسنتعرض لمصير من تجاوزته الأحداث''. وانطلاقا من هذا أكد بن بيتور أن الجزائر لا يمكنها أن تبقى خارج دائرة التاريخ على حد تعبيره، مضيفا أن مسار التغيير لا بد أن ينطلق في الجزائر. وتحدث وزير الحكومة الأسبق عن ثمانية تحديات تواجهها الجزائر حاليا، معتبرا أن الوجه الآخر للتحديات الثمانية هي أزمات كذلك بداية من التحدي السياسي الداعي إلى ضرورة الخروج من النظام الحالي مرورا بتحدي الخروج من اقتصاد تابع إلى اقتصاد متحرر، يليه ثالث يرتبط بمشروع المجتمع والدين واللغة والثقافة ليصل إلى تحدي الإرهاب والعنف الاجتماعي مرورا بتحدي الحاكمية وما انجر عنه من ضعف للدولة، ثم تحدي النخب وكيفية إشراكها في عملية التغيير لينتهي إلى تحدي الاندماج في عالم شمولي. وقال المتحدث إن المستعجل من هذه التحديات، حاليا في الجزائر، هو توقيف ما وصفه بحالة النزيف وإنهاء الطابع الانتقالي لمؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن المشكل الآن يكمن في صعوبة تحديد طبيعة النظام فهو بحسبه ليس تعدديا ولا أحاديا كما أن اقتصاده ليس بالحر ولا بالموجه، وبين هذا وذاك استعجال الوصول إلى توطيد الديمقراطية بما فيها التأسيس لدستور جديد ونظام حكم حديث. وانتهى بن بيتور إلى التأكيد على أنه لا يريد حاليا الترشح للرئاسات وأنه إذا ما اضطر إلى ذلك فسيكون الأمر لفترة وجيزة جدا، مفضلا أن يفسح المجال كما قال أمام الطاقات الشابة على غرار باقي دول العالم المتقدم والنامي.