من المنتظر أن تنطلق، غدا الأحد، في ذكرى النكبة، مسيرات شعبية في كل الدول المجاورة لفلسطين، مصر، لبنان، الأردن، ومن داخل الأراضي المحتلة، ونشطاء من دول عربية، تطالب بالعودة وبحقوق الشعب الفلسطيني المحاصر، في رسالة سلمية موجهة الى العالم، وذلك تزامنا أيضا مع حملة نظمها فايسبوكيون منذ أشهر تدعو إلى انتفاضة شعبية، داخل الأراضي المحتلة، على غرار ثورات الشارع العربي. * ففي مصر، أعلن نشطاء على موقع الاتصال الاجتماعي "الفيس بوك"عن القيام بما يسمى بيوم الزحف، هدفهم التوجه إلى الحدود برفح، بمشاركة شعبية وحضور هيئات المجتمع المدني، حيث انطلقت، السبت، من ميدان التحرير بالقاهرة، قافلة شبان مصريين فى طريقهم إلى شمال سيناء للمشاركة في فعاليات دعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة المقرر أن تنطلق غدا الأحد فى ذكرى يوم النكبة، ما أثار مخاوف السلطات العمومية في مصر، حيث تم اتخاذ بعض الإجراءات في إطار سيناريو لما يمكن حدوثه والأزمات المعرضة لها المحافظة في حالة وصولهم. * وقام بتنظيم القافلة ائتلاف اللجنة التنسيقية لدعم القضية الفلسطينية، والذي يتكون من عدد من الحركات والقوى السياسية من بينها "6 أفريل" والجمعية الوطنية للتغيير ونشطاء على الفيسبوك وبعض الشخصيات السياسية المستقلة، بهدف توصيل رسالة قوية للمجتمع الدولي والأمة العربية والإسلامية، مفادها أن قضية فلسطين هي قضية كل العرب والمسلمين، ودعمها يشغل بال شباب الثورة المصرية، مع الدعوة لتحقيق الأمن للفلسطينيين وتمكينهم من تحقيق سيادتهم على أرضهم، وتوفير الغذاء والكساء والدواء لهم، وعدم اعتداء المغتصبين على أرضهم. كما طالب شباب القافلة بفتح معبر رفح بصورة دائمة، والإفراج عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في الداخل والخارج. * من جهتهم، يعتزم نشطاء من كل المخيمات الفلسطينية والمناطق اللبنانية كافة، باتجاه بلدة مارون الرأس، على الحدود اللبنانية-الفلسطينية، بمشاركة هيئات ومنظمات وأحزاب فلسطينية ولبنانية، تزامنا مع مسيرات مشابهة تنظّم من مصر والأردن والضفة الغربيةالمحتلة، تهدف إلى تطويق إسرائيل سلميا، ولم يتضح بعد ما إذا كانت مسيرة مشابهة ستنظم من سوريا. * وأفاد عضو لجنة التنفيذ العليا في المسيرة بأن عدد الأشخاص المتوقعة مشاركتهم يتراوح بين 25 و30 ألف شخص، وفقا للأسماء التي تم تسجيلها للمشاركة، واستنادا إلى أعداد مقاعد الحافلات التي حُجزت. * ويتجمع المشاركون صباحا عند مداخل المخيمات في صور وأمام مهنية صيدا، وأمام "المركز الثقافي الفلسطيني" في البقاع الأوسط، وأمام مدخل مخيم بعلبك. وفي الشمال، يتجمع المشاركون أمام "تجمع المدارس"، وفي بيروت أمام مداخل المخيمات. * ويتلاقى الجميع لاحقا في "منتزه" مارون الرأس، حيث تم تجهيز المنطقة ومحيطها لاستيعاب المشاركين، الذين سيرفعون لافتات تحمل أسماء القرى الفلسطينية التي احتلها العدو الإسرائيلي في العام 1948. * وأشار المصدر إلى أن المشرفين على الحملة نسقوا مع القوى الأمنية الرسمية اللبنانية، بغية تسهيل مشاركة الفلسطينيين حاملي الهوية الزرقاء، الممنوعين عادة من دخول المنطقة الحدودية من دون تصاريح خاصة. ومن المقرر ألا يرفع في المسيرة التي تطالب بالعودة، إلا العلم الفلسطيني. ويشدد المنظمون على أنه ليس لها أي طابع حزبي فلسطيني أو لبناني. * ويشمل برنامج المسيرة عروضاً فنية فلكلورية، وأغاني وطنية تحاكي القضية الفلسطينية، وأفلاماً وثائقية عن النكبة، بالإضافة إلى إطلاق "بالونات" هوائية تحمل رسائل إلى الفلسطينيين وإلى العدو الإسرائيلي. * وفي السياق ذاته، شددت "اللجان الشعبية الفلسطينية" في لبنان، في بيان أصدرته أمس، على "أهمية المشاركة الفعالة في المسيرة، كي يتحقق الحلم الفلسطيني بالعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".