كشفت دراسة حديثة قام بها فريق متخصص من معهد التعليم العالي بجامعة شانغاي عن ترتيب أحسن 500 جامعة في العالم لعام 2005 تصدرتها وبدون منازع أمريكا ثم أوروبا فآسيا، لتحل إفريقيا في المرتبة الأخيرة. ولم يتضمن الترتيب سوى بلد عربي واحد هو مصر التي احتلت المرتبة ال403، وهو ما يعكس بحق المستوى العلمي الضعيف والأكاديمي المتدهور للتعليم العالي في الوطن العربي. إيمان بن محمد فبالنسبة للترتيب بحسب القارات، جاءت أمريكا الشمالية واللاتينية على رأس القائمة ب17 جامعة من أصل أحسن 20 جامعة في العالم مقابل جامعتين أوروبيتين وواحدة آسيوية. نفس المرتبة احتلتها القارة الأمريكية بالنسبة لأحسن 100 جامعة، حيث أحصت 58 جامعة مقابل 34 جامعة في أوروبا و 9 في آسيا. أما القارة السمراء، فلم يحالفها الحظ إلا بجامعة واحدة من أصل 300 أحسن جامعة و5 جامعات فقط ضمن الترتيب الكلي. أما بالنسبة للترتيب بحسب البلدان، فقد تصدرته الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تربعت وبدون منازع على عرش أحسن 20 مؤسسة جامعية عالمية ب 17 جامعة، ثم تلتها إنجلترا بجامعتين فقط فاليابان بجامعة واحدة. ولم يظهر إسم ألمانيا إلا في الترتيب ال100 ب5 جامعات، تلتها مباشرة كل من كندا وفرنسا والسويد ب 4 جامعات لكل منها. أما بخصوص البلدين الإفريقيين الوحيدين الواردين في هذا الترتيب، نجد إفريقيا الجنوبية التي احتلت المرتبة 27 من أصل 35 ب 7 جامعات و مصر -البلد العربي الوحيد- في المرتبة الأخيرة بجامعة واحدة. وإن كانت مثل هذه الحقيقة المرة قد تثير في نفوس العرب حسرة على واقع التعليم في الوطن العربي، فمن المؤكد أنه لا مجال للدهشة أو الاستغراب بالنظر إلى المستوى العلمي والأكاديمي الذي يتقهقر سنة بعد أخرى دون إيجاد حلول ناجعة، في الوقت الذي تسعى الدول المتقدمة إلى تسخير كافة الطاقات البشرية والإمكانات المادية لتدعيم التعليم العالي والدفع بعجلة البحث العلمي. وفي السياق ذاته، أشارت الدراسة إلى أن المعايير المتوخاة في هذا الترتيب تعتمد أساسا على الكفاءة الأكاديمية وكفاءة البحث العلمي لكل جامعة وعلى عدد المقالات التي نشرتها في ميدان الطبيعة والعلوم وفي مجال العلوم الإنسانية من 2001 إلى 2002، وكذا على عدد جوائز نوبل والميداليات الشرفية المتحصل عليها في ميادين الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد والرياضيات.