اضطر النائب الكندي الليبرالي "برويز ورزسنيوزكيج" لتقديم استقالته بعد ضغوط شديدة تعرض لها من داخل حزبه وبعض التيارات السياسية بسبب موقفه المؤيد للحوار مع حزب الله ورفعه من قائمة المنظمات الإرهابية. حازم مصطفى– إسلام أون لاين.نت وقالت شبكة "سي.تي.في" التليفزيونية الكندية: إن ورزسنيوزكيج أجبر على تقديم استقالته وترك منصب نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الكندي مساء الأربعاء 23-8-2006 بعد أن شعر بالعزلة داخل الحزب الليبرالي الكندي الذي رفض بشدة التصريحات التي أدلى بها قبل أيام حول حزب الله. وأشار الرئيس المؤقت للحزب الليبرالي الكندي بيل جراهام إلى أن ورزسنيوزكيج تقدم باستقالته أمس وأنه قد تم قبول استقالته. ومن جانبه سارع النائب الليبرالي كيث مارتين إلى التصريح بأن "تعليقات ورزسنيوزكيج لا تعبر عن موقف الحزب الليبرالي، كما أنها جلبت على الحزب كثيرا من المشاكل". ولفتت "سي.تي.في" إلى أن كلا من سكوت بريسون وكارولين بينيت المتنافسان الرئيسيان على زعامة الحزب الليبرالي شنا هجومًا شديدًا على ورزسنيوزكيج وطالباه بالاستقالة فورا بعد تصريحاته المؤيدة لحزب الله وقالا إن تعليقاته "غير مقبولة شكلا ومضمونا". وأضافت أن المرشحين العشرة لقيادة الحزب الليبرالي أدانوا بشدة تصريحات ورزسنيوزكيج لدرجة أن مرشحه المفضل جيرارد كينيدي وجه إليه انتقادات شديدة اللهجة. وفي مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء 22-8–2006 وصف مساعد رئيس الوزراء الكندي للشئون البرلمانية النائب جاسون كينى تعليقات ورزسنيوزكيج بأنها "تأييد لمنظمة إرهابية"، وقال: إن "رؤية ورزسنيوزكيج تمثل موقفا غير مسئول بالنسبة للسياسة الخارجية الكندية". تأييد لحزب الله وكان ورزسنيوزكيج والنائبة الديمقراطية "بيجي ناش" قد طالبا الحكومة الكندية بمراجعة مواقفها من حزب الله، وبرفع اسمه من القائمة الكندية للمنظمات الإرهابية، واصفين موقف بلادهم الداعم لإسرائيل في عدوانها الأخير على لبنان بأنه "مُخز". وجاءت هذه المطالبة بعد زيارة للبنان قام بها النائبان ضمن وفد ضم نوابا وحقوقيين، وتفقدوا خلالها الأضرار البشرية والمادية للحرب الإسرائيلية التي استمرت 33 يومًا. ونقل "راديو كندا" الأحد 20-8-2006 عن "ورزسنيوزكيج" قوله: "يجب على حكومة المحافظين أن ترفع اسم حزب الله من قائمة المنظمات الإرهابية، وأن تتبنى النهج الدبلوماسي معه، فحزب الله له جناح سياسي وله وزيران بالحكومة اللبنانية، مما يؤكد ضرورة عدم التركيز على جناحه العسكري فقط، وضرورة دعم جناحه السياسي، وفتح حوار معه". أما بيجى فقالت: "لا يجب التعامل مع حزب الله على أنه منظمة معزولة، بل يجب الإسراع بمراجعة موقفنا منه، فالسياسيون اللبنانيون يحاولون دمجه في العملية السياسية", محذرة من أن موقف الحكومة الكندية المعادي لحزب الله سيؤثر على صورة كندا عالميا. يذكر أن الحكومة الليبرالية السابقة وضعت عام 2002 حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية، واستمرت على النهج نفسه حكومة المحافظين الحالية. وقد أصدر جراهام الإثنين 21-8-2006 بيانا لم يشر فيه صراحة إلى ورزسنيوزكيج ولكنه أكد على تعهد الحزب المؤيد لإبقاء حزب الله على القائمة الكندية للمنظمات الإرهابية. وقال جراهام: "لقد صنف الحزب الليبرالي الكندي حزب الله اللبناني منظمة إرهابية وفقا للقانون.. ونحن ندعم بقوة الإبقاء على حزب الله في هذه القائمة، وأي اقتراح مغاير لذلك لا يعكس الموقف الرسمي للحزب".