طالبت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو أمس الرئيس برويز مشرف بتقديم استقالته وإتمام العملية السياسية، في تحول قد يزيد من تعفن الأوضاع في باكستان الخاضع لتدابير حالة الطوارئ· وجاءت تصريحات بوتو بعد وضعها رهن الإقامة الجبرية لمدة أسبوع للمرة الثانية منذ فرض حالة الطوارئ في 3 نوفمبر الجاري على خلفية دعوتها لتنظيم أكبر مسيرة احتجاجية تنطلق من مدينة لاهور الى العاصمة إسلام أباد على مسافة 275 كلم· وقامت الشرطة الباكستانية بنشر تعزيزات حول المنزل الذي تقيم به بوتو في لاهور ووضعت الحواجز في الشوارع لمنع تنظيم هذه المسيرة· وكانت رئيسة الوزراء السابقة أعلنت وضع حد لكل مفاوضاتها المباشرة مع الرئيس برويز مشرف من أجل التوصل الى صيغة توفيقية لاقتسام السلطة في البلاد· وقالت أنه لن تكون هناك أية محادثات وأنها غيرت سياستها في مؤشر الى دخول الأزمة الحالية في باكستان بإتجاه وضع حد لنظام الرئيس مشرف، لاسيما بعد أن تقاطعت الضغوط الداخلية والخارجية وصبت كلها في نقطة ضرورة رفع حالة الطوارئ واستكمال العملية السياسية· ويبدو أن كل القوى السياسية في باكستان اجتمعت ضد الرئيس برويز مشرف وأن بنظير بوتو عرفت كيف تستغل الفرصة بدعوتها تشكيل تحالف مع غريمها السابق نواز شريف من أجل الإطاحة بنظام الجنرال مشرف· وقالت بوتو أنها تريد الاتصال بكل زعماء المعارضة ومن بينهم نواز شريف رئيس حزب الرابطة الإسلامية لانشاء تحالفات ضد الرئيس مشرف بهدف إرساء الديمقراطية في البلاد· وكانت بوتو اقترحت انشاء تحالف مع رئيس المحكمة العليا المعزول افتخار تشودري في مسعى لتقوية موقفها ضد الجنرال مشرف خاصة وأن افتخار تشودري يمتلك شعبية كبيرة في باكستان· وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تتواصل فيه الضغوط الخارجية لحمل الجنرال مشرف على رفع حالة الطوارئ في البلاد· وكان الرئيس الأمريكي طالب قبل يومين برفع حالة الطوارئ كي تكون الانتخابات التشريعية حرة ونزيهة وهي نفس الدعوة التي جددها الأمين العام الأممي بان كي مون، من جهتها هددت رابطة دول الكومنولث التي تضم الدول الناطقة بالإنجليزية بتعليق عضوية باكستان إن لم يرفع الرئيس برويز مشرف حالة الطوارئ· كما طالبت المنظمة من الرئيس مشرف تخليه عن منصبه في قيادة الجيش والإفراج عن كافة المعتقلين منذ تعليق الدستور مطلع الشهر الجاري بالإضافة إلى رفع القيود عن الصحافة والعمل من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد·