تسعى المؤسسة المغربية العلمانية إلى إقصاء أكبر حزب إسلامي في البلاد وحمله على الابتعاد عن التيار السياسي في المغرب، وهي خطوة قد تؤدي إلى تقوية شوكة المتطرفين الدينيين.وخلال أول عشر سنوات من حكم الملك محمد السادس عزز حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل موقفه في الخريطة السياسية للمغرب وأصبح ثالث أكبر جماعة للمعارضة في البرلمان، لكن المخزن المغربي أي مجموعة الشخصيات الكبيرة في مجال الأعمال والسياسة التي تهيمن على المؤسسة الملكية الحاكمة تعهد بإفقاد حزب العدالة والتنمية القوة وتوجيه المملكة المغربية إلى العلمانية، ويرى إسلاميون معتدلون أن هذا قد يؤدي إلى عودة شكل من المشاعر الأصولية التي أسفرت عن تفجيرات انتحارية متزامنة في الدارالبيضاء عام 2003 قتل فيها 45 شخصا. وقال عبد الله باها وهو نائب رئيس حزب العدالة والتنمية إنه إذا أغلقت السلطة باب المشاركة في وجه المعتدلين فإنها تعزز بذلك تيار العنف، وأضاف أن الإسلاميين الذين كانوا سينضمون إلى حزب العدالة والتنمية سيبحثون عن بدائل أخرى من بينها بدائل سيئة. وتستخدم الصفوة ذات التوجهات العلمانية في المغرب حزب التجديد والإنصاف وهو من أفكار فؤاد عالي الهمة صديق العاهل المغربي وقائد الأمن السابق في البلاد لتهميش الإسلاميين المعتدلين، وقال أحمد رضا بنشمسي رئيس تحرير صحيفة ''تيلكيل'' الليبرالية إن المخزن يهدف لضرب عصفورين بحجر واحد أي حشد الأحزاب السياسية في مواجهة خصم واحد وتعزيز مصداقيته في عيون الغرب بصفته مكافح للأصولية الإسلامية. وتشير التحركات ضد حزب العدالة والتنمية إلى تغيير في الإستراتيجية لأنه كان في السابق حزبا في تيار المعارضة الرئيسي ويحظى بشعبية على الرغم من أنه كان مواليا قويا للملك. ويقول قادة حزب التجديد والإنصاف الآن إن حزب العدالة والتنمية ''حزب ظلامي'' يحاول سرا تحويل المغرب إلى دولة إسلامية خالصة، وقال مسؤول كبير في حزب التجديد والإنصاف إن الحزب مستعد للعمل مع كل الأحزاب باستثناء حزب العدالة والتنمية لأنه مختلف. والمحللون السياسيون متأكدون من أن حزب التجديد والإنصاف يعتزم إقصاء حزب العدالة والتنمية عن الحكومة المقبلة، ويقولون إن قادة حزب التجديد والإنصاف وحلفاء ليبراليين وعلمانيين لهم سيشغلون المناصب الكبرى في الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية عام ,2012 وذكر مسؤولون في حزب العدالة والتنمية أنهم بدأوا بالفعل في الشعور بالتوتر وقال مصطفى الخلفي رئيس تحرير صحيفة التجديد اليومية أن الحزب شعر بالتوتر والضغط غير المباشر عليه وقال إن هناك من يحاول تخريب علاقة الحزب بالقصر الملكي وأحزاب سياسية أخرى.