أعلن عبد الحميد مهري، الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني، موافقته على المشاركة في المشاورات حول الإصلاحات السياسية، موضحا في رسالة وجهها لرئيس هيئة المشاورات عبد القادر بن صالح، اهتمامه الكبير بالمشاركة في النقاش السياسي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، رغم تحفظه على بعض جوانبه. * أكد الوجه التاريخي لجبهة التحرير الوطني عبد الحميد مهري، في رسالة وجهها أمس إلى رئيس هيأة المشاورات حول الإصلاحات السياسية عبد القادر بن صالح، تلقت الشروق نسخة منها، تلبيته دعوة المشاركة وأكد على الجانب الإيجابي لهذه المشاورات وأهميتها، حيث جاء في الرسالة "تلقيت بكل اهتمام دعوتكم للمساهمة في النقاش المتعلق بالإصلاحات السياسية المصيرية بالنسبة لمستقبل بلادنا بموجب التكليف الذي أعلن عنه في بيان رئاسة الجمهورية بتاريخ 15 ماي 2011". * ورغم وصف النقاش السياسي ب"المصيري" لمستقبل البلاد، إلا أن مهري لم يفوت الفرصة للإشارة إلى تحفظه على بعض الأمور التي لاحظها على سير المشاورات، مثلما جاء في الرسالة "مع تقديري للمهمة التي كلفتم بها، وتحفظاتي على بعض جوانبها، فإني أعتقد أن لقائي معكم ومع مساعديكم سيكون مناسبة للإسهام في هذا النقاش"، موضحا انه حضّر مقترحاته للخروج من الأزمة السياسية والاجتماعية، التي تعيشها البلاد على ضوء الرسالة التي وجهها سابقا لرئيس الجمهورية. * وسيكون اللقاء المنتظر بين الأمين العام الأسبق لحزب جبهة التحرير الوطني وهيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية فرصة يناقش فيها مهري بالتفصيل "مضمون الرسالة المفتوحة التي كان قد وجهها لفخامة الأخ عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، والمتعلقة بموضوع الإصلاحات وبمطلب التغيير الذي ينتظره الشعب الجزائري، كما اجتهدت في قراءته وفهمه"، وأعرب عن أمله لبن صالح أن يكون اجتهاده بخصوص الإصلاحات محل إجماع، حيث قال "أطمح أن تلتقي حول (التغيير) جميع الإرادات الحسنة في كنف السلم والاطمئنان لمستقبل البلاد والعباد". * وعكس ما أقدمت عليه شخصيات وطنية وسياسية من مقاطعة المشاورات التي دعا إليها بوتفليقة مع الطبقة السياسية في البلاد على غرار حسين آيت أحمد، سيد أحمد غزالي، مقداد سيفي، أحمد بن بيتور، ينتظر عبد الحميد مهري تحديد موعد اللقاء مع هيئة بن صالح ليعرض ويدافع على وجهة نظره في تخطي مرحلة الاحتجاجات السياسية الاجتماعية وإصلاح شامل في البلاد، ليكون بذلك صاحب رسالة التغيير التي وجهها للرئيس بوتفليقة قد خرج بصفة رسمية عن صف المقاطعين للمشاورات السياسية التي اختار لها الرئيس بوتفليقة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئيسا والجنرال محمد تواتي والمستشار محمد علي بوغازي معاونين.