نظمت ملحقة متحف المجاهد بمتليلي ولاية غرادية ندوة تاريخية حول دور الوثيقة في حفظ الذاكرة الجماعية. حضر الندوة جمع من المهتمين ونشطها أساتذة متخصصون في التاريخ وبعض المجاهدين الذين عايشوا أحداث الثورة التحريرية بالمنطقة والذين تعاملوا مع الوثائق إبان الثورة من خلال نقل الأخبار والتعليمات القيادية وجرد التبرعات وتسليم الوصول مقابل ما يدفع من مال أو سلاح أو مؤونة. عبد المجيد رمضان أجمع الحاضرون على أهمية الوثيقة في كتابة تاريخ الثورة ومآثرها وعلى دورها الهام في حفظ الذاكرة الجماعية، وهو الأمر الذي يستوجب، حسب بعض المتدخلين، جمع الوثائق التي لازالت بحوزة بعض المجاهدين وتسليمها لإدارة ملحقة متحف المجاهد بمتليلي. وأشار أحد المجاهدين إلى وجود عدد كبير من الوثائق التاريخية المتعلقة بمنطقة غرداية ومناطق أخرى من الوطن في أرشيف المتحف الوطني بالعاصمة بعد أن تم تحويلها إليه في الفترة ما بين سنتي 68 و 1970 للمحافظة عليها من التلف والضياع، لكن بعد تدشين ملحقة المتحف سنة 2002 وتنصيب إدارة مشرفة عليه يجب مستقبلا، أضاف نفس المتدخل، استرجاع تلك الوثائق أو استنساخها على الأقل لوضعها بين أيدي الباحثين والمؤرخين و استغلالها في كتابة التاريخ انطلاقا من معطيات صحيحة ودقيقة. تعد هذه الندوة التاريخية فاتحة لسلسلة من الندوات سينظمها متحف المجاهد بمتليلي شهريا من سبتمبر المقبل إلى نهاية السنة الجارية. وقد صرح مدير المتحف السيد عبد القادر طرياقو للشروق اليومي أن هذا البرنامج تقرر على ضوء اليومين الدراسيين اللذين عقدا على مستوى المديرية العامة للمتحف الوطني وتمخضت عنه توصيات تنص على تنظيم ندوات تاريخية على مستوى ملحقات المتحف المنتشرة عبر التراب الوطني تتناول كل شهر موضوعا معينا. في هذا الإطار سيتم خلال الشهر المقبل التطرق إلى كيفية الوصول إلى مصدر الوثيقة واسترجاعها، وسيكون موضوع الندوة في أكتوبر حول كيفية التعامل مع المحيط لإثراء الذاكرة الجماعية، بينما ستخصص ندوة نوفمبر لدور الإعلام في تعزيز نشاط المتحف وتبليغ رسالته، ويتمحور موضوع الندوة في ديسمبر حول دور المتحف في نشر الثقافة التاريخية.