أكد المجاهد والقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني صالح قوجيل أمس، أنه لا يمكن القول أننا وصلنا الى مرحلة تأريخ مراحل الثورة التحريرية، ما دمنا لم نقم جميع وثائق وشهادات المجاهدين التي تحمل بطولاتهم وتضحيات ورسائل الشهداء، ليكون ذلك كله كفيلا بتحصين جيل اليوم والأجيال القادمة من كل المغالطات والمهاترات التي يسعى البعض إلصاقها بأعظم ثورة في العالم على الإطلاق. استعرض مجموعة من المجاهدين الذين عايشوا الشهيد عبد الرحمان ميرة، مسيرته والبطولات التي حققها على أرض الكفاح رفقة رفاقه، حيث احتضن هذه الندوة منتدى جريدة المجاهد بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد بمناسبة ذكرى استشهاده الموافق ل 6 نوفمبر 1959، حيث أجمع جميع رفقاء درب الجهاد على بسالة هذا الرجل، وشجاعته الفائقة، وكذا روح الإقدام والمقاومة المباشرة التي كبدت في كثير من الأحيان العدو الفرنسي خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. من جهته، المجاهد صالح قوجيل نوه بخصال الشهيد عبد الرحمان ميرة، خاصة أنه كان له احتكاك معه إبان فترة الكفاح في فترة الثورة مرات عديدة، حيث قال »عندما أتكلم عن عبد الرحمان ميرة، أتكلم عن كل المسؤولين في الولاية الثالثة والسادسة بفعل الترابط الذي كان بين هؤلاء القياديين، والشهامة التي تفضل الموت على الحياة في سبيل أن يحيى الوطن«. ولم يتردد قوجيل في التأكيد أن تأريخ مراحل الثورة التحريرية ما زال يراوح مكانه، بسبب التأخر الواضح في توثيق وجمع شهادات المجاهدين، وردد قائلا في هذا السياق »حينما نكون قد جمعنا كل الحقائق المتعلقة بتاريخ الثورة التحريرية نكون قد وصلنا إلى التأريخ الفعلي لها وفاء لرسالة الشهداء، وإيصالها بصفة حقيقية بعيدا عن كل الشوائب للأجيال القادمة، أما ما دون ذلك فلا..«، مضيفا »وصل وقت للتدقيق في تاريخنا لكي لا يبقى مدعاة للمغالطات والمهاترات غير المسؤولة«. من جانبهم، المجاهدون الذين حضروا الندوة طرحوا مشكل تعدد روايات وشهادات المجاهدين، مما يستوجب حسبهم على وزارة المجاهدين العمل على إيجاد آليات تكون كفيلة بدفع عملية التسجيل للتاريخ بصفة مدققة، تحت أعين مؤرخين وباحثين أكفاء، يكون لهم دور فعال في السهر على تنفيذ ذلك. وتميزت الندوة أيضا بحضور عائلة الشهيد ميرة، نجلاه إسماعيل وطارق الذين ألقيا بدورهما نبذة ملمة عن مسيرة وبطولات الكفاح التي خلدها والدهما الشهيد في ساحة الجهاد، لاسيما من خلال التصدي المباشر لقوات المستعمر الفرنسي والتي قاتل فيها بضراوة بشهادة الفرنسيين أنفسهم، لاسيما بنواحي البويرة والقبائل الكبرى. للإشارة حظر الندوة التاريخية جمع من المجاهدين والمجاهدات، وأساتذة وجامعيون مهتمون بالفكر الثوري، حيث تم تكريم عائلة الشهيد عبد الرحمان ميرة.