#اعتبر أكاديميون ومثقفون، الأثنين، أن محرقة الظهرة، الرهيبة، في حق أكثر من 1500 جزائري من سكان قبائل أولاد رياه بمستغانم، شاهد آخر على "غزو استعماري ارتكب عن وعي أفظع الجرائم في حق الجزائريين من سلب وقتل جماعي لا تصنف إلا ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية"، ودعوا الى تكثيف الأعمال والبحوث والدراسات حول مقاومة الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي في هذه الفترة * وأعادت أشغال ندوة جامعة مستغانم حول أحداث "محرقة الظهرة"البشعة ، التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي ضد قبائل أولاد رياح بمرتفعات الظهرة، شمال شرق مستغانم، بشاعة الوقائع إلى الواجهة رغم مرور 166 عاما على ارتكابها من قبل الكولونيل، بيليسيي، بأمر من الجنرال، بيجو، حيث قام في 17 جوان 1845 بتعقب هذه القبائل التي لجأت بنسائها وشيوخها وأطفالها وحيواناتها وأمتعتها للاختباء داخل مغارة محاذية لوادي "الفراشيش" هروبا من بطش الجيش الاستعماري، الذي كان يخرب ويدمر كل شيء في طريقه. * وفي صبيحة يوم 18 جوان، طوق الجيش الفرنسي المغارة بعدما عجز عن اقتحامها بسبب مقاومة القبائل، ليقوم في اليوم الموالي بجمع الحطب والتبن وإضرام النار بمداخل المغارة، حيث دامت هذه المحرقة حوالي عشرين ساعة، حسب المصادر التاريخية. * وفي يوم 20 جوان عثر بداخل المغارة على جثث لأكثر من 1200 شخص ماتوا، الى جانب حيواناتهم حرقا واختناقا، وذلك باعتراف الضباط الذين اقترفوا هذه المحرقة أنفسهم. * وأشار البيان الختامي الى أن هذه الوقفة التاريخية ينبغي أن تكون بداية، وأضاف البيان أنه "حان الوقت للباحثتين والمؤرخين لمواصلة جهودهم وتكثيفها من أجل دعم الأعمال التي من شأنها إعادة بناء قسط كبير من تاريخ مقاومة الشعب الجزائري"، مؤكدا على ضرورة "إدخال دروس وأبحاث مخصصة لهذه الحقائق التاريخية ضمن المناهج المدرسية والجامعية". * وأشار المتدخلون إلى "نقص الدراسات والأبحاث والكتابات بأقلام جزائرية" عن الجرائم الفرنسية ومقاومة الشعب الجزائري، مما يستدعي جلب اهتمام جميع المعنيين من باحثتين ومسؤولين للتكفل بهذا الجانب من الذاكرة الوطنية لنقله للأجيال اللاحقة. * كما أكدوا في هذا الإطار على ضرورة القيام "بقراءة جديدة لكل الوثائق والأرشيف" حول المقاومة الوطنية والمجازر وحروب الإبادة التي إقترفها المستعمر ضد الشعب الجزائري وذلك من خلال مقاربة متعددة التخصصات يتم عبرها معالجة الموضوع من مختلف الجوانب التاريخية والأنثروبولوجية والاجتماعية وغيرها. * وتم في إطار إحياء هذه الذكرى الأليمة عرض شريط وثائقي حول "محرقة الظهرة" يتضمن صورا وأرشيفا وكتابات ومقابلات مع مؤرخين تتحدث عن المحرقة التي راح ضحيتها عشرات الجزائريين العزل من أطفال ونساء وشيوخ بل وحتى الحيوانات لم تسلم من بطش الاستعمار الغاشم .