كشف المنشور الوزاري الذي يحمل الرقم 262 الصادر عن وزارة التربية الوطنية المتعلق بأسعار الكتاب المدرسي والذي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه، عن أسعار خيالية للكتاب المدرسي الموجه للموسم الدراسي الذي انطلق الأسبوع الجاري. محمد مسلم وقد وضح المنشور الجديد بالتفصيل أسعار مختلف المواد والسنوات الدراسية، بداية بالطور الابتدائي وانتهاء بالطور الثانوي، مرورا بالطور المتوسط، وهو موجه (المنشور) لمديري المؤسسات التربوية في مختلف الأطوار التعليمية للمساهمة في تحديد قائمة المستفيدين من عمال ومعلمي وأساتذة قطاع التربية الوطنية، الذين قررت وزارة التربية بأن يستفيد تلميذ واحد فقط من أبناء أي من موظفي القطاع من مجانية الكتاب المدرسي. ويتبين من خلال عملية إحصائية لأسعار الكتب المدرسية الموجهة لتلاميذ الطور الابتدائي المتمثلة في السنوات الأربع الأولى التي مسها الإصلاح والسنتين المتبقيتين اللتين لم تصلهما بعد عملية الإصلاح، أنها تقدر بثمانية آلاف دينار جزائري، ويأتي في مقدمة هذه الأسعار كتاب القراءة (اللغة العربية) الموجه للسنة الأولى ابتدائي بقيمة 250 دينار، ونفس الكتاب الموجه للسنتين الثالثة والرابعة من نفس الطور بقيمة 240 دينار، فيما كان أدناها سعرا، كتاب دراسة الوسط الموجه للسنة الخامسة ابتدائي، وكتاب القواعد الموجه للسنة السادسة ابتدائي من نفس الطور واللذين لم يتعد سعرهما 75 دينارا فقط. وإذا كانت صدمة أولياء تلاميذ الطور الابتدائي كبيرة بسبب الارتفاع الكبير وغير المبرر لأسعار الكتب المدرسية، فإن صدمة أولياء تلاميذ الطور المتوسط كانت أكبر منها، لأن أسعار كتب السنوات الأربع مجتمعة فاقت تسعة آلاف دينار، كانت منها لكتاب اللغة الأمازيغية الموجه للسنة الأولى متوسط، حصة الأسد بقيمة 258 دينار، يليه كتاب نفس اللغة، وكذا كتاب العلوم الفيزيائية والتكنولوجية وكلاهما موجهين للسنة الثانية من نفس الطور بقيمة 280 دينار، فيما كانت أدنى قيمة لكتب هذا الطور هي تلك التي حملها كتاب اللغة الانجليزية الموجه للسنة الأولى متوسط والتي لم تتعد 115 دينار. أما أسعار الكتب المدرسية الموجهة للسنوات الثلاث في الطور الثانوي مجتمعة، فقد سجلت رقما قياسيا وصل أزيد من مليون و162 دينار، وكان أعلاها سعرا كتابا الفيزياء والرياضيات الموجهان للسنة الأولى ثانوي شعبة علمي بسعر 330 دينار لكل منهما، وكتاب العلوم الطبيعية لنفس الشعبة بقيمة 320 دينار، فيما كان أدناها سعرا كتاب المطالعة الموجهة للسنة الثالثة ثانوي بقيمة 45 دينارا فقط. وقد حاولت وزارة التربية الوطنية التخفيف على أولياء التلاميذ من خلال تحويل منحة التمدرس المقدرة بألفي دينار التي اعتادت وزارة التشغيل والتضامن تقديمها للتلاميذ المعوزين، باستبدال هذه القيمة بما يكافئها من الكتب المدرسية، غير أن هذه المعونة تبقى غير كافية، مقارنة بضخامة الأرقام المسجلة بعنوان أسعار الكتب المدرسية، لاسيما إذا علمنا أن الأسر الجزائرية عادة ما تحصي أكثر من أربعة أولاد متمدرسين على العموم، مما يعني بعملية حسابية بسيطة أن من له مثلا أربعة أولاد، الأول يدرس في السنة الثانية متوسط والثلاثة الآخرون موزعين على السنوات الثلاث من الطور الثانوي، مرغم على تسديد ما قيمته مليون و402 دينار و400 سنتيم على الكتب المدرسية في الدخول المدرسي الجديد، وهو رقم يفوق بالضعف الحد الأدنى للأجر المحدد في سلم الوظيف العمومي والمقدر بسبعة آلاف دينار فقط، وهذا دون حسبان باقي مستلزمات التمدرس من الكراريس والأدوات الأخرى، فضلا عن المآزر والألبسة الجديدة التي عادة ما يتم اقتناؤها عند كل دخول مدرسي.