ألزمت وزارة التربية الوطنية مدراء المؤسسات التربوية الشروع في بيع الكتاب المدرسي تحسبا للدخول المدرسي القادم وذلك قبل نهاية الموسم الدراسي الحالي، ومنحتهم مهلة الى غاية 20 جوان القادم لتقديم تقرير مفصل عن العملية. وكشف نص منشور صادر عن مديرية التربية للوسط مؤرخ في 4 ماي الجاري واطلعت على محتواه "المساء" عن تعليمات صادرة عن وزارة التربية تلزم مدراء المؤسسات التربوية لكل الأطوار بالشروع في بيع الكتاب المدرسي، وحسب نص المنشور الذي حمل رقم 481 فإن هذه الخطوة تندرج ضمن تهيئة الظروف الحسنة للدخول المدرسي 2009 - 2010، وفي هذا السياق دعت كل مدراء الابتدائيات والاكماليات والثانويات الى "التقرب من مركز التوزيع والتوثيق التربوي الكائن مقره بثانوية محمد خيضر بالقبة لاقتناء جميع الكتب، والشروع في بيعها للتلاميذ المعنيين وذلك قبل نهاية الموسم الدراسي" وشددت الوزارة على ضرورة "الاحتفاظ بجميع الترتيبات الخاصة بمجانية الكتاب" بالنسبة لتلاميذ بعض شرائح المجتمع التي تستفيد من هذا الامتياز المندرج ضمن سياسة التضامن الوطني ويتعلق الأمر بفئات المعوزين وضحايا الإرهاب وأبناء البطالين، واليتامى والمعوقين. وفي هذا السياق طالبت بضرورة ايلاء عملية بيع الكتاب المدرسي أهمية كبيرة، وألزمتهم بموافاة الإدارة "بتقرير مفصل عن انجاز العملية وذلك في اجل أقصاه 20 جوان القادم". وأوكلت مهمة تنفيذ العملية لمدراء المؤسسات ومفتشي الطورين الاكمالي والثانوي، في حين يقتصر دور مفتشي الطور الابتدائي على المتابعة فقط. وحرصت وزارة التربية عبر مديرية الوسط على إبراز أهمية الكتاب في تحضير الدخول المدرسي، وأشارت من خلال المنشور المذكور الى أن الكتاب "يعد السند الأول والمرجع التربوي الوحيد" وشددت على أهمية " أن يحوز كل تلميذ على نسخ منه وفي كل المواد والمستويات والأطوار"، وذكّرت بإلزامية حصول التلميذ على الكتاب لمتابعة البرنامج الدراسي. وفيما يبدو هذا القرار في شكله التنظيمي عاديا، فإن مدراء مؤسسات تربوية يخشون الاصطدام بواقع عدم إقبال التلاميذ على اقتناء الكتاب قبل نهاية الموسم، كما أن القرار قد "يخلط الأوراق" على أولياء التلاميذ المطالبين بتخصيص ميزانية لأبنائهم، حتى قبل الحصول على النتائج النهائية للعام الدراسي، وقد يبلغ بهم الحد الى شراء كتب لمتمدرس راسب مما سيزيد من متاعبهم المالية. كما اشتكى بعض المدراء من الخلط بين التحضير لنهاية الموسم الدراسي مع التفكير في ترتيبات نهاية العام علما أن التاريخ الرسمي لنهاية الموسم الدراسي حدد بيوم 4 جويلية القادم، كما سيشهد شهر جوان القادم إجراء امتحانات الانتقال الى الثانوي في الفاتح من الشهر في ستجرى امتحانات شهادة البكالوريا يوم 7 من نفس الشهر، في حين ستجرى امتحانات شهادة التعليم الابتدائي في 27 ماي الجاري. وتولي وزارة التربية أهمية كبيرة للكتاب المدرسي خاصة منذ الشروع في إصلاح المنظومة التربوية على ضوء لجنة إصلاح القطاع التي ترأسها السيد علي بن زاغو وعلى أساسها تم الشروع في إعادة النظر في كل المنظومة، وذلك قبل ثماني سنوات. كما حرصت وزارة التربية على إعطاء عناية للكتاب المدرسي من حيث الكم بعد أن شهدت أزمة قبل عامين أدت الى تسجيل عجز في توفير الكتاب مما استدعى اتخاذ إجراءات استعجالية للتحكم في الوضع.