يناقش البرلمان الفرنسي، هذا الثلاثاء، استمرار مشاركة فرنسا في العملية العسكرية للحلف الأطلسي في ليبيا، والتي تبقى نهايتها غامضة جدا بعد أربعة أشهر من بداية الضربات الجوية، والتي كلفت "160 مليون أورو"، فيما حذر، اليوم الأحد، رئيس الوزراء السابق، دومينيك دو فيلبان، خصم، نيكولا ساركوزي، من خطر التورط، إذا كان الهدف قد أصبح "الإطاحة بنظام القذافي"، وطالب بتحديد "جدول زمني" للانسحاب. * وبات هذا النقاش إلزاميا بفعل التعديل الدستوري لسنة 2008 ، والذي ينص على أن أي عملية عسكرية تقرر الحكومة المشاركة فيها ينبغي أن تخضع لنقاش يرفق بتصويت إذا لم تنته في ختام أربعة أشهر. * لكن من غير المتوقع أن تكون هناك مفاجآت عدة، لأن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم برئاسة، نيكولا ساركوزي، والمعارضة الاشتراكية، يعتبران العملية ضد قوات العقيد معمر القذافي شرعية في إطار قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1973، وسيصوتان على تمديدها من دون صعوبات. * وبدأت العملية في 19 مارس بمبادرة من باريس ولندن، لكن بعد أربعة أشهر، يواجه التحالف الذي انتقل الى قيادة الحلف الأطلسي صعوبة في إيجاد مخرج للنزاع. وبالدرجة الأولى في التخلص من القذافي، الذي لا يزال يسخر من المجتمع الدولي ويجمد كل حل سياسي. * واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، أن "المسألة ليست معرفة إذا كان سيغادر السلطة، وإنما كيف ومتى". * إلا أنه وعلى الرغم من أن أربعة أشهر من الضربات الجوية قلصت القوة العسكرية الليبية بشكل كبير وسمحت للثوار بعدم السقوط، فان غياب قوات التحالف عن الأرض يطيل أمد العمليات. * وقال رئيس هيئة أركان الجيوش الأميرال، ادوار غيو، في 29 جوان "أن قوات العقيد القذافي أصيبت بالضعف. وان استنزافها بطيء، بطيء جدا ولا شك، لكنه متواصل. وان مكتسبات المجلس الوطني الانتقالي حقيقية (...) ولهذا السبب يتعين على التحالف مواصلة جهده". * وهي رؤية انتقدها الجنرال، فنسان ديبورت، المدير السابق للمدرسة الحربية، الذي اعتبر في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش"، انه "حان الوقت لإيجاد تسوية مع السلطات الليبية". ويعتبر الجنرال ديبورت، الذي تعرض لعقوبة لانتقاده طريقة قيادة الحرب في أفغانستان، انه "لم يعد بامكانننا أن ننتظر إلى ما لا نهاية سقوط نظام القذافي". * وراى اكسيل بونياتوفسكي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، "إننا نرى بوضوح أن نظام القذافي أنهك. انه مستمر بفضل بعض الموالين ومرتزقته، لكن النهاية غير مشكوك فيها. والوضع المثالي هو انتهاء هذه القضية خلال الصيف". * وستكون كلفة العملية وشروط الالتزام الفرنسي مع قرار إرسال مروحيات قتالية وإلقاء أسلحة للثوار الليبيين في جوان، في صلب النقاش داخل الجمعية الوطنية ثم في مجلس الشيوخ. * وبعد 100 يوم، كلفت الحرب "160 مليون يورو"، كما أعلنت وزيرة الموازنة، فاليري بيكريس، لصحيفة "جورنال دو ديمانش"، وهي ترى أن البلد "يمكنه امتصاص" هذا الجهد. * لكن هذه الكلفة سترتفع، فالحملة الليبية تكلف فرنسا كل يوم حوالى "مليون يورو"، كما قال وزير الدفاع، جيرار لونغيه، الثلاثاء. * ويدعم النواب الاشتراكيون مواصلة العمليات. وقال برنار كازنوف، من لجنة الدفاع، "إن عدم مواصلة هذه العملية اليوم سيكون بمثابة السماح للقذافي باستعادة الأرض المفقودة". إلا أنه مع ذلك يبدي "انتقاده الشديد حيال بعض أوجه سير العمليات"، مثل التنسيق داخل الحلف الأطلسي. * واليوم الأحد، ندد رئيس الوزراء السابق، دومينيك دو فيلبان، خصم، نيكولا ساركوزي، من جهته، بخطر التورط إذا كان الهدف قد أصبح "الإطاحة بنظام القذافي"، وطلب تحديد "جدول زمني" للانسحاب.