قامت قيادة الدرك الوطني خلال الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى 2005 بفصل حوالي 4200 دركي يشتغلون في سلك الدرك الوطني، باختلاف رتبهم، من بينهم ضباط وضباط صف وقادة فرق درك ودركيون وأعوان وذلك لارتكابهم أخطاء مهنية تتمثل أساسا في خرق القانون الداخلي للمؤسسة، فيما تمت إحالة 12300 دركي خلال نفس الفترة على التقاعد تندرج في إطار السياسة التي تنتهجها قيادة الدرك الوطني لفتح المجال للشباب لتقلد المسؤوليات. نائلة. ب وأوضح العقيد أيوب عبد الرحمن رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني أن هؤلاء تم فصلهم نهائيا من سلك الدرك لارتكابهم أخطاء وإن اعترف في تصريح ل "الشروق اليومي" بوجود حالات رشوة واستغلال نفوذ لا تتجاوز العشر حالاتو، إلا أن أغلب الأخطاء تتعلق بالانضباط وقد تعرض هؤلاء للطرد بسبب عدم التزامهم بذلك وأشار خاصة إلى الفرار من الخدمة والنوم أثناء الحراسة أو إهانة مواطن أو زميل أو مسؤول، واعتبرها إجراءات تأديبية تندرج في إطار سياسة المؤسسة التي تتبنى منذ مدة ذلك. فصل دركي بسبب برتقالة ونفى أن تكون أحداث منطقة القبائل قد دفعت مصالح الدرك للقيام بتطهير صفوفها، مستندا إلى فصل 1606 دركي خلال الفترة الممتدة بين سنوات 1995 و1999 وهي الفترة التي تزامنت مع التصعيد في النشاط الإرهابي وكانت أولوية مصالح الأمن مكافحة الإرهاب، مما فتح المجال لارتكاب أعوان الأمن تجاوزات تم التغاضي عنها بسبب الوضع الأمني والحاجة إليهم "لكننا كنا دائمين حريصين على صورة المؤسسة حتى في تلك الفترة التي لم تمنعنا من فصل موظفين أخطأوا"، يقول العقيد أيوب الذي أكد أن جميع الأفراد الذين يرتكبون أخطاء يعاقبون ويحالون على العدالة إن تطلب الأمر ذلك، خاصة وأن العدالة متشددة اتجاه أفراد الأمن على اعتبار أنهم الأولى بالحفاظ على القانون واحترامه وتطبيقه. ويرى مراقبون أن هذا الجهاز قد تبنى سياسة التطهير منذ سنوات خلال قيادة الجنرال عباس غزيل للمؤسسة وقيامه بفصل دركي لأخذه برتقالة خلال خدمة الطريق. وكانت قيادة الدرك الوطني قد اتخذت مؤخرا إجراءات رقابية بالاعتماد على تجهيزات متطورة لمتابعة عمل الأعوان ومراقبتهم من طرف إطارات نزيهة وتتمتع بخبرة وعلاقات مهنية عالية، كما تم تحميل المسؤول المباشر مسؤولية سلوك أفراده لدفعه نحو الحرص على مراقبتهم، وموازاة مع ذلك تم تشديد شروط الالتحاق بجهاز الدرك بعد إدراج إجبارية المسابقات لكل المستويات والرتب، كما خصصت خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني أيام استقبال للمواطنين لإيداع شكاوى ضد دركيين يقولون إنهم أساءوا إليهم لفظيا أو جسديا. وقال العقيد أيوب عبد الرحمن ل "الشروق اليومي" إن صورة المؤسسة تستمد من سلوك موظفيها ولذلك تحرص قيادة الدرك على توظيف نزهاء "لأن الدركي هو جزء من المجتمع بسلبياته وإيجابياته ولذلك نجري تحقيقا اجتماعيا قبل توظيفه". وكانت قيادة الدرك قد تبنت بعد أحداث منطقة القبائل سياسة اتصال لتحسن صورتها وتبقى رهان المؤسسة الأمنية التي قطعت أشواطا في هذا المجال "لإطلاع المواطن وإعلامه وتوعيته كذلك في مجال مكافحة الجريمة"، كما راهنت على تكوين أفرادها الذين خضعوا لتربصات في الخارج تحسبا للمرحلة المقبلة وتماشيا مع تطور الجريمة في المجتمع.