انتشرت خلال الأيام الأخيرة أسراب هائلة من البعوض تهاجم المنازل ليلا، فتلسع الصغار وتؤرق مضاجع الكبار، وفشلت كل أنواع أجهزة "الباستي" في القضاء عليها، بسبب التلوث البيئي الذي تجاوز كل الحدود إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي الراكدة في أوساط الأحياء والتجمعات السكانية. فانتشرت أسراب البعوض في أحياء بلكور بسبب النفايات التي يلقي بها الباعة المتجولين وتجار الأرصفة خاصة في العقيبة * ناهيك عن قلة النظافة في المطاعم أما في الحراش فإن البعوض أصبح يعيش من السكان بسبب وادي الحراش، وفي باب الوادي تحوّل سوق"الدلالة" ببزيطة وشارع الساعات الثلاث إلى بؤرة لتكاثر كل أنواع البعوض والحشرات بسبب السوق البلدي الكبير الموجود هناك، من جهة وبسبب النفايات التي يلقي بها تجار "الدلالة" من جهة أخرى، وخاصة صناديق الخضار المتعفنة، الملقاة على الرصيف، ناهيك عن تسرب مياه الصرف من القنوات القديمة المتآكلة، وفي عين النعجة والسمار، وكذلك في جسر قسنطينة، وزرالدة، واسطاوالي، وانتقلت عدوى الناموس إلى الأحياء الراقية، حيث اشتكى سكان السعيد حمدين بحيدرة، من البعوض كذلك، وفي أولاد فايت التي تحوّلت إلى بلدية مصدرة للبعوض إلى البلديات المجاورة بسبب وجود مسطحة مائية على شكل بحيرة متعفنة، تشكلت جراء بناء سكنات عدل في ممر الوادي، الأمر الذي أدى إلى ركود مياه الصرف، بسبب السكنات التي أغلقت ممر الوادي، وقال تجار من أولاد فايت"أن كل أنواع الباستي المتوفرة في الأسواق فشلت في القضاء على البعوض الذي يغزو أولاد فايت والمناطق المجاورة لها". * وأكد العديد من التجار الذين تحدثت إليهم "الشروق اليومي" أن أجهزة مكافحة البعوض حققت مبيعات قياسية خلال الأسابيع الأخيرة، وارتفعت بشكل مفاجئ في الأسواق بعد أن ارتفع الطلب عليها، كما أكد التجار قطع "الباستي" التي تستعمل لقتل البعوض داخل المنازل أصبحت تحقق مبيعات قياسية، وانتشرت أنواع عديدة وماركات مختلفة منها، حسب شهادة العديد من التجار الذين تحدثنا معهم، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، وذلك بعد عزوف المواطنين عن استعمال المبيدات بسبب المخاطر الصحية التي تشكلها على الأطفال. * والمشكلة أن أسراب البعوض انتشرت حتى في المناطق السكنية الراقية، حيث أن سكان سعيد حمدين بدورهم يشتكون من غزو البعوض لمنازلهم، والضحية الأولى هم الأطفال الصغار الذين يعرفون الدفاع عن أنفسهم فتجد جلودهم كل صباح مزركشة بالتهابات حمراء ناتجة عن لسعات البعوض. * ووجد أغلب السكان أنفسهم بين "نارين"، الحرارة المرتفعة من جهة، والبعوض اللاسع، من جهة أخرى، وزاد من انتشار البعوض، موجة الحرارة التي تجتاح ولايات شمال الوطن، حيث لا يمكن للسكان غلق النوافذ ليلا. * وحسب شهادات بعض السكان فإن العائلات التي لديها أطفال صغار أو رضع لا يمكنها إشعال المكيفات الهوائية لأنها تشكل خطرا على صحة الأطفال الصغار، ومن ثم فهي مضطرة كذلك لفتح النوافذ.