يستعد معهد أمريكي محسوب على تيار اليمين المحافظ في أمريكا، لعقد مؤتمر عن أوضاع المرأة المسلمة يستضيف فيها شخصيات يعتبرها بعض الباحثين »متحاملة على الدول الإسلامية«، وعدد آخر من الشخصيات العربية »الطامحة سياسيا«، وذلك في إطار اهتمام المحافظين الجدد في أمريكا بما يسمونه البعد الإيديولوجي »للحرب على الإرهاب«. وكالات وذكر بيان صادر عن معهد العمل الأمريكي (أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت)، أن المشاركين في مؤتمره القادم في العاشر من أكتوبر سوف يمثلون مصر وسوريا وليبيا وتونس وإسرائيل وإيران والعراق. ومن الشخصيات الحاضرة من مصر في هذا المؤتمر، جميلة إسماعيل زوجة الدكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد المصري المعارض، الذي يقضي حكما بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة تزوير توكيلات تأسيس الحزب، ومن المقرر أن تتحدث جميلة اسماعيل من منصة تجمعها بالصحافية الإسرائيلية »روثي بلم« الكاتبة في صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية، المعبرة عن رأي أقصى اليمين الإسرائيلي. ويشارك في المؤتمر رشا شكر، الصحافية السابقة في الإذاعة المصرية، التي انتقلت للحياة في أمريكا عام 2004 ولها مدونة سياسية على الانترنت تطالب فيها بتغيير اجتماعي في العالم الإسلامي، وكانت رشا شكر قد عملت في هيئة المعونة الأمريكية وكذلك الجامعة الأمريكية بالقاهرة قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة. وكان المعهد قد قال أيضا في بيان رسمي سابق له إن »إيان هيرسي علي« ستكون من ضمن المتحدثات، وهي سيدة من أصول صومالية ارتدت عن الإسلام ونائب سابقة في البرلمان الهولندي صورت فيلما يدعى »خضوع« اعتبره الكثيرون مسيئا للإسلام. وفي هذا الصدد يشار إلى أن »هيرسي علي« انتقلت للعمل في »أمريكان انتربرايز انستيتيوت« بعد الانتقادات في هولندا نتيجة كذبها في أوراق حصولها على الجنسية الهولندية. ومن المتحدثات الليبية سوسن حنيش والايرانية ماريام ميمارساديغي وكذلك الدكتورة التونسية أمل جرامي المدرسة في جامعة منوبة التونسية والتي تخصصت في دراسة حد الردة في الإسلام وكانت من ضمن المتحدثين في مؤتمر أقباط المهجر الذي عقده أقباط مصر في واشنطن في ديسمبر عام 2005 انتقدت فيه مصر بشكل قوي. أما في المؤتمر الجديد فستلقي الكلمة الرئيسية في المؤتمر الدكتورة وفاء سلطان، الأمريكية من أصل سوري، وهي باحثة عرفت ب»هجومها« على الإسلام، وكانت وفاء سلطان تقوم حتى وقت قريب بالرد على أسئلة القراء في أحد المواقع الإلكترونية، وهو المنبر الذي دأبت فيه على انتقاد القرآن. وكان هذا الباب بعنوان »أنت تسأل ووفاء سلطان تجيب«. وفي بيانه الذي أعلن فيه عن المؤتمر القادم، قال معهد العمل الأمريكي إن »تقدم حقوق المرأة في الشرق الأوسط يُعتبر معيارا مهمّا لتقدم الإصلاح. وفي ظل نظم الحكم القمعية في الشرق الأوسط سوف تكون حرية المرأة علامة أكيدة على تقدم الحريات العامة«. وأضاف البيان: »ولكن ما هي الإصلاحات السياسية الجارية في المنطقة فيما يتعلق بالحقوق القانونية للمرأة؟ هل نجحت القيادات الدينية المؤيدة للإصلاح في دعم التفسيرات الجديدة للنصوص الإسلامية فيما يتعلق بالمرأة؟ وما هي الأدوار التي تمتلكها المرأة في الحركة الأوسع للإصلاحات السياسية والاقتصادية؟ وما هي الخطوات التالية في المعركة الخاصة بحقوق المرأة؟«.