قام العقيد معمر القدافي قائد الجماهيرية العربية الليبية برفع دعوى قضائية ضد جريدة "الشروق اليومي" لدى محكمة حسين داي بالعاصمة، وتسلم مدير الجريدة مسؤول النشر والصحفية محررة المقالات بلاغا رسميا أمس لحضور الجلسة المقررة يوم 31 أكتوبر الجاري. نائلة.ب وتأتي هذه المتابعة القضائية على خلفية ما تم نشره في جريدة "الشروق اليومي" شهر أوت الماضي حول تفاصيل "الحلم الشعبي" الذي يقضي بتوحيد توارق المغرب العربي تحت قيادة واحدة رافقته حركة تمرد حركتها بعض الأطراف للمطالبة بالإستقلال الذاتي بعد أن طرحت جملة من المطالب أهمها التكفل بها في جميع الميادين بعد أن ندد بعض ممثلي التوارق بما وصفوه التمييز والإقصاء. ونقلت "الشروق" خلفيات هذا المخطط خلال تنقلها لأقصى الحدود الجزائرية المالية، حيث إلتقت زعماء قبائل التوارق من الجزائر ومالي وحتى من النيجر، كشفوا أن "الحلم الشعبي" مخطط مفبرك من طرف الزعيم القدافي لتقسيم التوارق وهو مشروع فرنسي إستعماري قديم أحياه "الحلم الشعبي" وتحدث هؤلاء بالتفصيل عن إستغلال وفاة أمين عقال التوارق الفقيد الحاج أحمد أخاموخ، حيث قدم وفد من التوارق الليبيين على متن طائرة ليبية عسكرية وتحت حراسة ضباط من الجيش الليبي لطرح المخطط تحت غطاء العزاء وقدم أحد الحضور الذين رافقهم إلى غاية مركز عين قزام ل"الشروق" جميع التفاصيل وهو شخصية معروفة محليا ووطنيا ويتمتع بنفوذ وسبقت له مراسلة السلطات العليا بالبلاد والسلطات العسكرية بالولاية "يحذر فيها من أخطار هذه التحركات وما وصفه بالفتنة لضرب إستقرار الجزائر"، وأكثر من ذلك، تحدثت "الشروق" إلى نساء تارقيات من مالي والجزائر والنيجر إلتقتهن عدة مرات خلال هذه المهمة بولاية تمنراست منهن فنانات بارزات تلقين دعوات رسمية من القائد معمر القذافي الذي تكفل بنقلهن على متن طائرة خاصة وحظين بإستقبال خاص من طرف الزعيم الذي أغدق عليهن بالهدايا والمال واللباس و ندما عدن وحضرن تظاهرة فنية إنتقدن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مقابل مدح القائد الليبي الذي يسعى للم شمل التوارق "المقهورين" في الجزائر خاصة، وأثار ذلك ردود أفعال سلبية وإنشقاقات بين مؤيد للمخطط ومعارض له ونقلت "الشروق" أيضا إعترافات متورطين في أحداث الشغب التي عرفتها ولاية تمنراست وتم إيداعهم الحبس، حيث إستفاد محركو هذه الأحداث العنيفة والأولى من نوعها في المنطقة من إمتيازات تتمثل في سيارات رباعية الدفع وعقارات وأموال، وذهب هؤلاء الذين تحدثت إليهم "الشروق" إلى إتهام السلطات الليبية ب"التخلاط" وكذلك حركة المتمردين في مالي التي قامت بمحاولة إنقلاب على النظام المالي مما تطلب وساطة وتدخل الجزائر لعودة الإستقرار ووجهت أيادي الإتهام للسلطات الليبية وأثمرت اليوم بتحقيق تعاون في إطار مكافحة الإرهاب تجسد بعده القضاء على 5 قياديين في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. وكان القائد الليبي قد أوفد مباشرة بعد الأحداث ممثلين عنه لرئيس الجمهورية في محاولة لتهدئة الأوضاع بعد أن أعلن بوتفليقة غضبه من هذه التحركات، كما تم تشديد الرقابة على الحدود بدعم التشكيل الأمني بشريا وماديا. وبعد نشر المقالات لم تتلق "الشروق" أي توضيح أو رد من السفارة الليبية في الجزائر، بل العكس تلقينا سلسلة من الدعوات من زعماء قبائل التوارق في مالي والنيجر والجزائر لإجراء لقاءات لدعمنا بمعطيات جديدة، مؤكدين ولاءهم للجزائر ورفضهم لأي مشروع تفرقة. وإتصل بنا نجل أخاموخ الذي تعذر علينا لقاءه لوجوده في عطلة بولاية ساحلية وعرض علينا إجراء لقاء معه وبعد نشر الموضوع الأول تم إستدعاء بعض الشباب من بعض الأطراف لنشر تكذيب، لكن هؤلاء رفضوا رغم الإغراءات التي عرضت عليهم. وحاول معمر القذافي في عريضة الدعوى القضائية الإشارة إلى أن المقالات سببت له ضررا معنويا ومساسا بسمعته وكيانه وبلده "والأخطر العلاقات بين البلدين" رغم أننا نقلنا حقائق فقط على لسان الأطراف في القضية المستعدة للإدلاء بتصريحات تكشف حقائق الإتصالات بها دون الإئتمان عن هويتها منها ليبيون كان لهم دور في "المؤامرة".