تنوي الشركة العالمية الروسية للنفط "روس نفت" ضخ البترول الجزائري ثم تكريره في إسرائيل في حالة تمكنها من شراء رأس مال المصفاة العمومية الإسرائيلية الواقعة بأشدود جنوب الدولة العبرية والتي طرحتها الحكومة الإسرائيلية للخوصصة. كمال منصاري وقال الرئيس المدير العام للشركة الروسية ميخائيل غوتسرييف في عرضه لبرنامج نشاط روس نفط لسنة 2007 إن مصفاة أشدود ستستقبل النفط من خمس دول وهي الجزائر، موريتانيا، اليمن، إيران وكزخستان وذلك بهدف تقوية قدراتها في مجال تكرير النفط وإنتاج مشتقاته بمختلف أنواعها. وفي عرضه لهذا البرنامج، الذي كشفت النقاب عنه مديرية الاستثمار للشركة في بيان صدر مِؤخرا، أوضح غوتسرييف أن من طموحات "روس نفت" إنتاج 100 مليون طن سنويا من البترول، مشيرة إلى شراء حصص مصنع التكرير بأشدود سيكون من أولوياتها. وفي معرض حديثه قال المسؤول الأول للشركة الروسية "نسعى للحصول في الأشهر المقبلة، على ثلاثة ملايين طن من الخام من موريتانيا وثلاثة آخرين من اليمن وخمسة من ليبيا تليها العراق وإيران ثم الجزائر". ومعلوم أن شركة "روس نفت"، المنتج الثاني في روسيا للنفط تقوم بالشراكة مع سترويترانسغاز الروسية وسوناطراك بعمليات التنقيب على الغاز في حوض إليزي وتطمح توسيع نشاطها في مجال النفط بالصحراء الجزائرية. وأضافت إدارة الشركة أنها كانت تفضل جلب النفط الخام من دول الخليج الأقرب إلى إسرائيل، لكن تعلم في المقابل أن حظوظها في ذلك منعدمة، مقارنة مع الدول العربية الخمس، لاسيما الجزائر التي تربطها بروسيا علاقات سياسية واقتصادية متميزة. ويعرف أيضا عن النفط الجزائري بأنه ذو جودة عالية ويتمتع بأعلى سعر في سلة أسعار الاوبك. كما اعتبر مسؤولو الشركة بأنها إذا تمكنت من الحصول على حصص في إحدى هذه الدول، فسيكون من المربح لها تصدير النفط الخام إلى مصفاة أشدود وذلك لتقليص تكاليف النقل وبالتالي تسهيل الدخول للسوق الإسرائيلية ومن ثم الى الشرق الأوسط لاسيما السوق الخليجية. وأوضح السيد غوتسرييف أن الشركة تعتزم سنة 2007 رفع رأسمالها، إضافة إلى تعزيز أسهمها. وعليه، فإن حيازة مصفاة أشدود سيكون إنجازا بالغ الأهمية. وقد قدمت روس نفت بالشراكة مع المؤسسة الإسرائيلية "فايننشال ليفرز" عرضا قدره 300 مليون دولار مع إمكانية إيصاله إلى 500 مليون دولار نظرا لارتفاع أسعار النفط. وحسب اتفاق بين الاثنين ستمتلك الشركة الروسية 51 بالمائة مقابل 49 بالمائة لفايننشال ليفرز. وتنتج حاليا مصفاة أشدود 90 ألف برميل يوميا وتطمح روس نفط إلى رفع سقف الإنتاج إلى 100 مليون سنويا. إلا أن مسألة بيع المصفاة لم تحسم، حيث علقت الحكومة الإسرائيلية المناقصة بسبب نشوب خلاف منذ أسابيع بينها وبين "روس نفت" بشأن مسألة استثماراتها في الدول العربية. وأفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية انه من المنتظر أن يفض النزاع خلال الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسرائيلي يهود أولمرت يوم 19 أكتوبر إلى موسكو. وحسب نفس المصدر، فإن إسرائيل تعاني من أزمة طاقوية حادة منذ حربها الفاشلة على لبنان وازدياد الطلب الداخلي على النفط ومشتقاته وكذا نقص الإمدادات من الولاياتالمتحدة نظرا لالتهاب أسعار الخام وبالتالي تقلص المخزون الداخلي. وإضافة إلى النفط، فإن إسرائيل تشكو مند سنوات من نقص في الغاز الطبيعي، مما دفعها إلى إبرام في جوان 2005 مع مصر لإنجاز أنبوب تحت البحر لمدها بالغاز انطلاقا من مدينة العريش باتجاه عسقلان. ومعلوم أن مصر اتفقت مع الجزائر إثر زيارة وزيرها للطاقة سامح فهمي شهر أفريل الفارط، على تطوير واستغلال الغاز في الصحراء المصرية تقوم سوناطراك بتنفيذه. وإذا كانت الشركة الروسية قد أفصحت رسميا عن نيتها في تحويل النفط الجزائري إلى الدولة العبرية لتكريره هناك، فإنها ليست الشركة العالمية الوحيدة التي يحتمل أن تزود السوق الإسرائيلية بالنفط الجزائري، مع العلم أن الجزائر ليست مسؤولة عن حصص الخام التي تعود لشركائها والمتعاقدين معها في إطار شركات المساهمة التي تنشط في الصحراء، إلى جانب سوناطراك.