كلفت الحكومة الروسية وزارة النقل والمواصلات، بإجراء مفاوضات مع الجزائر، بغية توقيع إتفاقية رسمية حول إفتتاح خط جوي مباشر بين البلدين، علما أنه لحد اليوم لا يوجد خط جوي مباشر بين موسكووالجزائر. وأعلنت، أمس، الدائرة الصحفية للحكومة الروسية، بأن قرار هذه الأخيرة، الذي وقعه رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل فرادكوف، تضمنت موافقتها على مشروع هذه الإتفاقية، الذي أعدته وزارة النقل والمواصلات الروسية، بالتعاون مع وزارة الخارجية، وناقشته بصورة تمهيدية مع الجانب الجزائري. وتدرج هذه المساعي الروسية الجديدة، في سياق إتفاقات التعاون بين الإتحاد السوفياتي سابقا والجزائر، في عدة مجالات، وهو التقارب الذي قرأته الإتفاقات الثنائية بين البلدين، بعد زيارة الدولة الأولى من نوعها، التي أداها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى الجزائر، في مارس 2006، أجرى خلالها مباحثات مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، تم في ختامها توقيع عدد من الإتفاقيات الخاصة بتعزيز العلاقات التجارية والإقتصادية والمالية، وإلغاء الديون المستحقة على الجزائرلروسيا الإتحادية والبالغة 7ر4 مليار دولار. وكان آخر لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد العزيز بوتفليقة، جرى في إطار إجتماع العمل لقمة مجموعة الدول الثماني الكبرى في هايليغيندام، قبل أسابيع، وقد ذكر ألكسي غروموف، الناطق الصحفي للرئيس الروسي، بأن المباحثات في اللقاء تركزت على مختلف جوانب علاقات روسيا مع الجزائر. ويأتي قرار الحكومة الروسية بفتح خط جوي بين الجزائروموسكو، ليكرس التعاون الجزائري الروسي، الذي عكسته على سبيل المثال توقيع إتفاقيات بين شركة غازبروم الروسية وشركة سوناطراك الجزائرية سوناطراك، لتطوير التعاون الشامل في مجال النفط والغاز على أساس التنفيذ المشترك للمشاريع في روسياوالجزائر وبلدان ثالثة، وقد أشار بهذا الصدد، وزير الخارجية الروسي بقوله : "إن الجزائروروسيا اللتين تصدران القسم الأكبر من إنتاجهما من الغاز إلى أوروبا، لديهما مصلحة متبادلة للعمل معا ولتنسيق جهودهما في السوق الدولية". وأبرمت الجزائر مع موسكو، إتفاقيات في مجال التسلح كمقابل عن إلغاء الديون، حيث ما فتئت جهات روسية رسمية، تؤكد بأن زيارة بوتين للجزائر توجت أيضا بتوقيع عقود لتسليم طائرات قتالية للجزائر، تفوق قيمتها 3.5 مليارات دولار، إستنادا إلى ما أعلنه ألكسي فيدوروف، المدير العام للصناعات الجوية الروسية "ميغ"، الذي قال: "لن أكشف سرا إذا قلت إننا وقعنا رزمة مهمة من العقود لبيع طائرات من طراز سو-30 ام كي وميغ 29 اس ام تي وياك-130، وفي الإجمال، تفوق قيمة العقود 3.5 مليارات دولار"، و تؤكّد جهات روسية أنّ الجزائر قامت بإبرام صفقات سلاح ضخمة مع موسكو، تضم كافّة أنواع الأسلحة و تبلغ قيمتها حوالي 7,5 مليارات دولار، فيما أشارت جهات أخرى، إلى أنّه سيصار فيما بعد إلى أن تقوم الجزائر بعقد لشراء 16 طائرة تدريبية وقتالية من طراز "ياك-130" بقيمة غير محددة و36 طائرة مطاردة من طراز "ميغ-29" مرفقا بخيار شراء 20 طائرة أخرى وهو عقد تصل قيمته إلى 5،1 مليار دولار. وأكد الرئيس فلاديمير بوتين، عقب زيارته للجزائر، بأن هذه الدولتين تمكنتا من تسوية المشاكل المالية، ومستعدتان لتوسيع التعاون في مجالات تصنيع المكائن والآلات والطاقة والنقل ومشاريع البنى التحتية، مبرزا في في ختام محادثاته مع نظيره الرئيس بوتفليقة "لقد إتفقنا على تسوية مسألة القروض والمشاكل المالية، وحددنا أشكالا وإتجاهات للتعاون تتمتع بآفاق واسعة". جمال لعلامي:[email protected]