تتخوّف الولاياتالمتحدةالأمريكية من الأزمة المالية التي تواجهها في المدة الأخيرة ومن انعكاساتها على القوى الديمقراطية الجديدة الناشئة في كل من تونس ومصر بما لا يمكنها من إعادة رسم السياسات في الشرق الأوسط في حال تسببت ضغوط الميزانية فى تقييد الدعم الأمريكى لها. * وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون حذّرت اليوم، الأربعاء، من عواقب الامر مؤكدة بأن الولاياتالمتحدة "أمامها فرصة فى الوقت الراهن فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، ولكنها أشارت إلى أنها غير واثقة من أن بلادها ستتمكن من انتهازها لأنها لا تملك الموارد لاستثمارها، لافتة إلى أن مصر وتونس وليبيا فى حاجة ماسة للمساعدة الأمريكية. * وعارضت كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا، خلال مناقشة فى جامعة الدفاع الوطنى، بقوة إجراء تخفيضات إضافية فى الإنفاق العسكرى والدبلوماسى ومجالات التنمية فى الوقت الذى تحاول فيه الولاياتالمتحدة خفض عجز الميزانية لديها، مشددة على أنه "ينبغى أن نقتنص الفرص إذا كان لنا أن نبقى أقوياء وقادرين على إظهار القوة الأمريكية وسنبذل كل ما فى وسعنا لإظهار أن القوة الأمريكية هى قوة للخير.. نأمل أن يجد ذلك آذانا صاغية فى الكونجرس عندما تستأنف هذه المناقشات". * وعلى الصعيد ذاته، حذرت كلينتون من أن القيود فى الميزانية قد ترغم الولاياتالمتحدة على تقليص وجودها العسكرى فى المحيط الهادئ فى وقت تمثل الصين قوة صاعدة فى المنطقة، وقالت إن النقاش حول تقليص الديون الأمريكية "أرخى بظلاله على قدرتنا على الإمساك بالمسائل الأمنية التى تصب فى مصلحة أمريكا"، مضيفة "نحن بصدد تأكيد وجودنا فى المحيط الهادئ.... هذا يعنى انه يجب أن تكون كل عناصر أمننا القومى موجودة هناك". * وأوضحت كلينتون "لا يمكننا التراجع أو الانسحاب فجأة فى وقت نواجه فيه تحديات على المدى الطويل تتعلق بالطريقة التى ندير فيها صعود قوة الصين". * من جهة أخرى، اعتبر بانيتا أن الولاياتالمتحدة "ليس لها أى خيار آخر" غير التعاون مع باكستان بالرغم من علاقات إسلام أباد مع الإسلاميين المتطرفين، لافتا إلى أن "العلاقة" واضحة بين السلطات الباكستانية وشبكة حقانى التى تستعمل الأراضى الباكستانية كملجأ وتجتاز الحدود الأفغانية لمهاجمة قوات الحلف الأطلسى.