في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان المعظم ومع ساعة الإفطار التي هي الفرحة الثانية للمؤمن مصداقا للحديث الشريف: "للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه" ينزل مجرمان من حيث لا ندري لاقتراف جريمة شنعاء لا يمكن أن يرتكبها أبشع من يوجد فوق الأرض من عتاة المجرمين مهما كانت ديانته أو درجة إلحاده. * العملية الانتحارية المخالفة للشرع الإسلامي بمختلف مذاهبه ومشاربه استهدفت طلبة ضباطا أبرياء وضباطا أجانب أفارقة وعرب جاؤوا بغية تلقي العلم. فسقطوا ضحايا عدوان إجرامي لا يخدم الإسلام على الإطلاق مهما بحثنا وإجتهدنا وحاولنا تفسير القرآن الكريم والحديث النبوي لتبرير جريمة ترتكب في ليلة هي خير من ألف شهر كما اصطفاها الله تعالى. * إذا كان هؤلاء الجبناء من مخطّطين ومنفّذين يسعون إلى استقطاب الرأي العام بتجنّيهم على أكاديمية عسكرية لابدّ من إعطاء معلومات كافية حول النقطة المستهدفة. فالنادي الذي تمّ الهجوم عليه لا يوجد داخل الأكاديمية العسكرية بشرشال وإنما خارجها ولا يمكن لأيّ شخص مهما احتال أن يدخل الأكاديمية لإيذائها. فالنادي يقع في شارع عمومي وهو مخصص للزوار الوافدين لزيارة ذويهم من الطلبة الضباط أو الموظفين. وبإمكان أيّ عابر دخوله من دون أيّة صعوبة أو شروط أو متابعة. أما نادي الضباط السامون الكائن بين أسوار الأكاديمية من المستحيل الدخول إليه من طرف عناصر أجنبية مهما كانت صفتهم. فالهدف لم يكن هدفا إستراتيجيا ولا يمثّل نقطة حساسة ليتباهى باستهدافها القتلة الجبناء. * ومهما تكن أهمية الهدف يبقى أنّ الانتحار محرّم في الدين الإسلامي الحنيف ولا يمكن تبشير المنتحر بالجنّة مثلما يدّعي البعض من السفهاء. في حين ضحايا هذا الإجرام نسأل الله لهم الجنّة والغفران في ليلة الدعاء فيها مستجاب وفي العشرة الأواخر التي هي عتق من النار. وستكون فرحتيهما كاملتين، فرحة الإفطار وفرحة لقاء مولاهم. رحم الله ضحايا عدوان ارتكبه أعداء الإسلام لتشويه سمعة الدين الحنيف دين التسامح والمغفرة عند القدرة.