اشتباكات عنيفة باحياء براقي وفايزي ومعالمة وديار الشمس بدأت ملامح أحداث جانفي الفائت تلوح في أفق العاصمة، حيث تجددت مظاهر "الكريموجان" ورشق بالحجارة في أحياء "السيلاست" ببلدية بني مسوس وديار الشمس بالمدنية، وهي الصورة التي لم تختلف كثيرا بين المعالمة وحي "فايزي" ببرج البحري وبراقي، أين تطورت الأحداث إلى استعمال طلقات تحذيرية من الذخيرة الحية لتفريق المحتجين، مشادات وان اختلفت حدتها، إلا أنها خلفت حصيلة مؤقتة تجاوزت ال50 جريحا بين السكان وقوات مكافحة الشغب، إلى جانب توقيف عشرات المحتجين على خلفية ما يعرف باحتجاجات "الترحيل"، فيما تمسكت السلطات المعنية بمواصلة العملية.
* توسعت رقعة الاحتجاجات على السكن، منذ أمس وانتقلت المشادات التي تواصلت منذ ليلة أمس الأول بين سكان حي "السيلاست" القصديري ببلدية بني مسوس وقوات مكافحة الشغب، حيث أقدم المحتجون على غلق طريق بني مسوس- شوفالي، احتجاجا على ما وصفوه ب"الحقرة" بعد رفض سلطات ولاية الجزائر ترحيلهم إلى سكنات لائقة، أين قام المحتجون برشق قوات الأمن بالحجارة، وتواصلت المواجهات إلى ساعات متأخرة من ذات الليلة. * كما انتفض سكان حي ديار البركة ببراقي، في حدود الساعة الواحدة زوالا، بعد رواج معلومة مجهولة المصدر تفيد بإلغاء عملية الترحيل، حيث تحول محيط المحطة المركزية للنقل والشارع الرئيس إلى مسرح مواجهات عنيفة بين المتظاهرين، أغلبهم من الشباب والأطفال الملثمين وقوات الأمن التي لجأت إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع، وخراطيش الرصاص المطاطي. * وتطورت المواجهات إلى استعمال قوات الأمن لطلقات تحذيرية من الذخيرة الحية، بعد محاولة جموع بشرية اقتحام بعض مقرات الهيئات الرسمية، البلدية، الدائرة ومقر الأمن الحضري، وانتقلت المشادات إلى الشارع الرئيسي، الذي أغلق عن آخره باستعمال المتاريس وحرق الإطارات المطاطية، فيما تعرضت مركبات بعض المواطنين إلى التحطيم، كما أصيبت سيدة بجروح، نتيجة تعرضها للرشق بالحجارة، علاوة على تخريب بعض المحلات التجارية ومرافق خدماتية، فيما خلفت أحداث براقي جرحى بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، إضافة إلى توقيف العشرات من المحتجين. * وبحي ديار الشمس، فقد أكد أحد المواطنين ممن تواصلت معهم "الشروق" تمسكهم برفض الترحيل، معتبرا تصريح والي الجزائر ب"الإهانة"، في الجانب الآخر تواصلت المواجهات بين الرافضين للترحيل وعناصر الأمن، وأدت الى إصابة العديد من السكان بجروح، إضافة الى توقيف بعض المحتجين. * من جهتها، التحقت بلدية المعالمة بركب المحتجين على السكن، حيث خرج أمس سكان حي حساني إلى الشارع، منددين بإقصائهم من الترحيل على غرار بقية أحياء العاصمة، رغم ظروف الحياة المزرية التي يعيش السكان، يقول "عبد القادر.ج" في تصريح ل"الشروق"، مطالبا بالتفات السلطات الرسمية للحي، وعدم التمييز والإقصاء، في حين حضرت عناصر الأمن بشكل لافت من دون أي احتكاك أو مواجهة مع المتظاهرين. * أما سكان شاليهات حي فايزي ببرج البحري، فقد أقدموا من جهتم أمس على تنظيم حركة احتجاجية سدوا من خلالها الطريق الرئيس المؤدي الى المدرسة العليا للهندسة العسكرية بوسيط المدنية، مطالبين بترحيلهم، خصوصا وأنهم يقيمون في الشاليهات منذ زلزال 2003. *