صورة ح.م تجددت المظاهرات في عديد الأحياء بالجزائر العاصمة و بعض الولايات الأخرى على غرار تيبازة و وهران و بومرداس حيث خرج الشبان في هذه المدن إحتجاجا على غلاء الأسعار ولم تعلن السلطات حتى الآن حصيلة الجرحى لكن مصادر تتحدث عن إصابات بين قوات مكافحة الشغب نتيجة رشقها بالحجارة من قبل المحتجين . ففي الجزائر العاصمة و في عدد من أحيائها سيما الواقعة في الجهة الشرقية منها كتلك التابعة لبلدية باب الزوار أين أقدم المحتجون من الشباب على تكسير و تخريب عدد من عربات الترامواي كما أحرق المحتجون الغاضبون في حي الكاليتوس مقر البلدية ومصلحة الضرائب ومصلحة شركة الكهرباء والغاز في حين احرقوا حافلة للنقل العمومي في حي ديار العافية بالعاصمة فيما شهد حي باش جراح إتلاف محلات خاصة وإحراق عجلات مطاطية ورشق عناصر الشرطة بالحجارة وفي بلديتي بينام و عين البنيان خرج مئات الشبان في مظاهرات عارمة أين أغلق المحتجون الطريق الساحلي و أضرموا النار في العجلات المطاطية و حاويات القمامة كما دخلوا في مواجهات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب حيث رشق المتظاهرون مقر محافظة الشرطة بالحجارة و حاولوا اقتحامه في الوقت الذي قامت فيه فرقة الدرك الوطني بقطع الطريق الرابط بين بلديتي عين البنيان و الشراقة عبر منعرجات غابة بينام، أمام حركة المرور كما تم قطع كل الطرق و المسالك المؤدية إلى وسط عين البنيان كما تعرضت عدة مرافق عمومية إلى التخريب من فعل شبان ليلة الخميس إلى الجمعة في عدة مدن بشرق البلاد إحتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية. كما استهدف المحتجون الذين رفعوا شعارات " ضد الزيادات الأخيرة في أسعار المواد الغذائية والحقرة و البطالة" بالخصوص مقرات المؤسسات العمومية على غرار المجالس الشعبية البلدية و البنوك و مكاتب البريد بعدما أغلقوا الكثير من المحاور الطرقية بواسطة عجلات مطاطية جرى إحراقها بالمناسبة. ففي بلدية راس الواد ثاني مدن ولاية برج بوعريريج حيث سجلت بوادر الإحتجاجات منذ يوم الخميس لتتواصل صباح اليوم الجمعة من خلال إحتلال الشوارع الرئيسية بالمدينة حيث لوحظ تخريب مجموع المرافق العمومية ما ألحق بها خسائر معتبرة على غرار مقرات سونالغاز -البلدية و الدائرة و مصلحة الضرائب ومقرات صندوق التوفير و الإحتياط و مكاتب البريد و الإتصالات اللاسلكية (ألكاتيل) إلى جانب العديد من المؤسسات المدرسية . وفي عاصمة الولاية ( برج بوعريريج) حاول بعض الشبان القاطنين بالحي الشعبي -الجباس - عند الثامنة ليلا مهاجمة مقر أمن الولاية عن طريق الرشق المكثف بالحجارة قبل أن يتم إحباط محاولتهم من طرف مصالح الشرطة. كما تهجم نفس الشبان بعد غلقهم ببعض العجلات المشتعلة الطرقات المؤدية "لحي 1008 مسكن" لمقرات أخرى تابعة لبنك سوسييتي جينيرال - و الصندوق الوطني للتوفير و الإحتياط إلى جانب مقرات متعامل خاص للهاتف الجوال و هي المقرات الكائنة على مشارف حي الجباس . و بالمسيلة سيطر المتظاهرون خلال نفس الليلة على شوارع وسط المدينة حيث قاموا بعدة عمليات سطو -حسب الشهادات المستقاة من طرف بعض المواطنين- الذين أعربو عن "إستيائهم" لمثل هذه المشاهد. وإلى جانب وسط المدينة فإن أحياء أخرى مثل إشبيلية- بوخميسة - 270 مسكنا- مويلحة - 500 مسكن - قرفالة و حي - لا روكاد- كانت مسرحا لأعمال الشغب. كما تم تخريب مقر مكتبة البلدية ونهب تجهيزاتها فضلا عن مكتب البريد بحي إشبيلية و محطة للخدمات في المخرج الشرقي للمدينة وكذا مقر البنك الخارجي الجزائري الذي نهبت أجهزة الكمبيوتر. ومست أعمال التخريب بذات المدينة متحف المجاهد و مقر مفتشسة العمل و فرع مديرية البناء و التعمير ومديرية التخطيط و المناجم و مديرية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة. وبمدينة سطيف في حين سلم مقر البلدية بفضل تدخل قوات الأمن تعرضت الملحقة الإدارية لحي الهواء الجميل مساء يوم الخميس لهجوم من طرف الشبان المتظاهرين مما ألحق أضرارا معتبرة بهذا المرفق. وشهدت أحياء أخرى بمشارف المدينة مثل الهضاب طانجة 500 مسكن وحي هاشمي أعمال شغب أخرى تمثلت في قطع محاور و طرقات بالعجلات المطاطية المشتعلة إلى جانب مشادات مع قوات الأمن. وفي مدينة عين فكرون (ولاية أم البواقي) نشبت مظاهرات عنيفة للشباب المحلي ليلة الخميس أدت إلى إلحاق أضرار معتبرة طالت العقار الحضري (تحطيم أعمدة الانارة العمومية) ومقر متعامل خاص للهاتف. أما بولاية ميلة ففضلا عن الحواجز التي تم وضعها بواسطة عجلات مطاطية محروقة عند مدخل مقر الولاية (الطريق الوطني رقم 79 قرب حي صناوة) قطع الشباب المتظاهرون عدة طرقات (الطريق الوطني رقم 5 و 100 ) في شلغوم العيد حيث سجلت أحداث تخريب بمقر البلدية و متقنة خيرة زروقي و المتوسطة الجديدة. وسجلت مشاهد مماثلة بعد ظهر الخميس بمدينة جيجل عند الحي المعروف بإسم 40 هكتارا و سوق أهراس حيث نشبت مشادات مع قوات الأمن في أحياء ابن خلدون ومولود فرعون و 108 مسكن و لعلاوية و في بعض أحياء مشارف مدينة قسنطينة (سيدي مبروك السفلى و واد الحد و الزيادية إضافة إلى منطقة زيغود يوسف). في حين عاشت امس الخميس بعض أحياء مدينة وهران و معسكر حركة احتجاجية متفرقة أدت إلى وقوع بعض الخسائر المادية احتجاجا على غلاء بعض المواد الاستهلاكية حسبما لوحظ بعين المكان وبعد الهدوء الذي شهدته مدينة وهران تجددت الاحتجاجات ببعض أحيائها وببلدية الكرمة لكن بأقل شدة مقارنة بما سجل أول امس الاربعاء ليعود الهدوء بالمدينة مرة أخرى بعد تصدي عناصر الامن لتفريق المحتجين . وقد قام حوالي عشرين شابا بحرق العجلات المطاطية ووضع المتاريس باستعمال الحجارة لوقف حركة المرور على مستوى شارع "أغادير" بحي "خالدية" (دالمونت سابقا) اضافة الى تسجيل محاولات أخرى للاحتجاج بكل من شارع "سيدي الشحمي" وبأحياء "الضاية" (البحيرة الصغيرة سابقا) و"ابن سينا" (فيكتور هيغو سابقا) و"شكلاوة" و"الحمري". كما قامت مجموعات متفرقة برشق الحجارة على مستوى جسر "الباهية" قبل أن يتم تفريقها من طرف أعوان الأمن. ويذكر أن موجة الاحتجاجات التي انطلقت بعد ظهر أمس الخميس في كل من أحياء القطاع الحضري "ابن سينا" وحي "الحمري" قد امتدت بعد ذلك إلى أحياء أخرى من وسط مدينة وهران ثم حي "الصنوبر" و"رأس العين" ليلة أمس قبل أن يعود الهدوء مجددا في جميع الأحياء المذكورة في حدود الساعة العاشرة ليلا من نفس اليوم . وقد أقدم العشرات من المواطنين في هذه الأحياء على غلق الطرقات من خلال إضرام النيران في العجلات المطاطية ورشق السيارات والمحلات التجارية بالحجارة مما استدعى تدخل مصالح الأمن الوطني. وتمكنت نفس المصالح من تطويق المناطق التي شهدت هذه الحركة الاحتجاجية لإعادة النشاط الطبيعي للطرقات التي شلت بها الحركة نتيجة أعمال الشغب وإعادة فتح المحلات بوسط المدينة والتي أغلقها أصحابها خوفا لتعرضها للتخريب والنهب. وقد مست هذه الأعمال تكسير الواجهة الزجاجية لمقر وكالة الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط بحي "البحيرة الصغيرة" . وبمعسكر عاشت بعض أحياء مدينتي معسكر و سيق ليلة الخميس الى الجمعة حركات احتجاجية متفرقة لبعض شباب بعض الاحياء للتعبير عن استيائهم من غلاء أسعار المواد الاستهلاكية حسبما لوحظ بعين المكان. وقد تواصلت تلك الاحتجاجات الى ساعات متأخرة من الليل ليعود الهدوء بأحياء مدينة معسكر التي مستها الاحتجاجات من بينها حي 900مسكن و حي 230 مسكن بالمنطقة الثامنة و حي مدبر. و حسب مصدر من بلدية سيق التى تبعد 45 كلم عن مقر ولاية معسكر فان الاحتجاجات التي مست المدينة أدت الى وقوع بعض الخسائر بالممتلكات العمومية و الخاصة تمثلت حسب نفس المصدر في استيلاء المحتجين على بعض أجهزة الاعلام الالي بملحقة البلدية بحي المدينةالجديدة و كذا الحاق اضرار بمكتب البريد و مركز التسلية العلمية للمدينة. و أضاف نفس المصدر انه في خضم تلك الاحتجاجات استغل بعض الشباب الفرصة لإضرام النار بثلاث سيارات من بينها سيارة اسعاف كانت متوقفة قرب مؤسسة اعادة التربية بسيق. وحسبما علم صباح اليوم الجمعة لدى مصالح الأمن بدائرة سيق فقد تمكنت مصالح الامن بتطويق الاحياء التي شهدت الاحتجاج بمدينة سيق و لم يتم توقيف أي شخص و قد عاد الهدوء الى المدينة وهو الهدوء الذي لوحظ ايضا بمدينة معسكر مقر الولاية. واستدعت السلطات قوات إضافية من شرطة مكافحة الشغب في العاصمة وشددت الإجراءات الأمنية في عدد من الأحياء والمقار الرسمية والحكومية ومقار كبرى المؤسسات الحساسة في العاصمة والمدن لمنع تزايد الاحتجاجات العنيفة المستمرة بعد موجة غلاء الأسعار . ويرجع المحتجون أسباب اندلاع هذا الغضب الشعبي إلى الارتفاع الجنوني لأسعار مختلف المواد الغذائية خلال الأيام الأخيرة حيث زيدت أسعار الخبز بنسبة طفيفة في حين ارتفع سعر السكر بنسبة 50 في المائة وسجلت مادة الزيت الزيادة الكبرى اذ ارتفع سعر بعض أنواعها 75 في المائة خلال أسبوعين .