أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في حديث أجراه لوكالة الأنباء الروسية قبل عودته إلى الجزائر، اقتراب ساعة الكشف عن حصيلة ثلاث سنوات من إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وأوضح الرئيس أن الحصيلة التي هي قيد الإعداد في الوقت الحالي، تعكس نجاحا معتبرا يتعين العمل على تحقيقه وتعزيزه. وأفاد بوتفليقة أن سياسة المصالحة التي انتهجت منذ أن زكاها الشعب في استفتاء 2005 ولّدت حقيقة مفادها أنه لم يبق من سبيل لاستعادة السلم والاستقرار في الجزائر سوى المصالحة نفسها، وأكد الرئيس قدرة الشعب على الصفح عن الأشخاص الضالين أو المغرر بهم بفعل التفسير الخاطئ الذي طال الدين الإسلامي، في إشارة إلى ضحايا المأساة الوطنية من القتلى والمفقودين والمغتصبات والأرامل والأيتام. وقد أعرب بوتفليقة عن ارتياحه لما حققته المصالحة لكنه استدرك بالقول أنه "يتعين العمل على تعميق نتائجها الإيجابية وتعزيزها"، وشدّد بوتفليقة على القول بأن الأمر يتعلق اليوم بطي الصفحات السوداء من المأساة الوطنية إلى غير رجعة وبالسهر على إتمام سياسة المصالحة الوطنية. إلا أن حديث الرئيس إلى وكالة الأنباء الروسية لم يرِد فيها أي تلميح إلى الوقت الذي سيرفع فيه الستار عن حصيلة المصالحة، لكن هذا لم يمنع مراقبين من أن يربطوا توقيت الكشف عن المصالحة بإعلان بوتفليقة الترشح لعهدة ثالثة، حيث يعتبر هذا الأوان توقيتا مناسبا سيشدّ أزر الرئيس أكثر على صعيد زيادة شعبيته تحسبا للرئاسيات المقبلة، وهي ورقة يريد الرئيس أن يستعملها كرصيد يُضيفه إلى إنجازاته السابقة. وتتطلع أعناق كثيرة إلى معرفة نتائج سياسة السلم والمصالحة، وهي السياسة التي جعلها بوتفليقة رهانا من رهانات اعتلائه سُدة الحكم منذ العام 1999 عندما صرح بأنه جاء ليخمد نار الفتنة، حيث يعتبر الكشف عن حصيلة هذه السياسة "تقييما" لوعد كان بوتفليقة قطعه على نفسه قبل ثماني سنوات، ويبدو الرئيس غير آبه بالتفجيرات والعمليات الانتحارية التي طالت العاصمة والعديد من المناطق في الوطن ومنها عملية انتحارية استهدفته هو شخصيا في باتنة، وهي سياسة تعمد الرئيس اتباعها في رسالة منه مفادها أنه لا يلقي لها بالا بعد أن زكّى الشعب قانون المصالحة بالأغلبية. وعلى صعيد آخر قال بوتفليقة لوكالة الأنباء الروسية بأن الأولوية ستعطى للشباب الذي قال بأنهم يستحقون حالا أفضل من حالهم الذي يعيشونه اليوم، وهنا أوضح الرئيس أنه ومن أجل الصعود بالبلاد تم تخصيص غلاف مالي يفوق 150 دولار أمريكي لمخطط إنعاش اقتصادي جديد لتكوين الإطارات وإنشاء مناصب شغل للشباب وتحسين الوضع الاجتماعي للجزائريين، وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس اعتاد على تخصيص غلاف مالي للإنعاش الاقتصادي مع اقتراب مواعيد انتخابية رئاسية.كما أكد بوتفليقة على متانة العلاقات الجزائرية الروسية، وقال بأنه بالإمكان تعزيز أواصر الصداقة وإضفاء طابع المثالية بما يوافق روح إعلان الشراكة الإستراتيجية الذي وقعه البلدان خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الجزائر.