عرف الملتقى الدولي السادس من نوعه حول أمراض النساء والمنظم على مدار يومين (2 و3 نوفمبر) من طرف مصلحة أمراض النساء والتوليد بسيدي مبروك بقسنطينة، مشاركة واسعة للأطباء المختصين من داخل الوطن وخارجه (حوالي 750 طبيبا وقابلة) الذين تطرق البعض منهم خلال المداخلات المبرمجة إلى المواضيع المثارة في هذه الطبعة وهي: الجراحة بالمنظار، أمراض الرحم، الأشعة الطبية، الثدي وعقم الزوجين. وقد احتضنت أشغال الملتقى قاعة المحاضرات عبد الحميد بن باديس بجامعة الأمير عبد القادر. وحسب البروفيسور علي صلاحي (رئيس مصلحة التوليد ولجنة التنظيم)، فإن الهدف من هذا اللقاء هو تبادل الخبرات والاحتكاك بين المختصين في المجال من جهة، ومن جهة أخرى مناقشة وعرض أهم المستجدات العلمية المتعلقة بالطرق العلاجية المتبعة في إجراء العمليات الجراحية، كالعمليات الجراحية التي تتم عن طريق المنظار وهي الوسيلة الناجعة في معالجة أمراض النساء ونتائجها مشجعة، ضف إلى ذلك فهي مربحة للوقت وللمال عكس العمليات الجراحية الكلاسيكية التي تجبر المريضة على المكوث سبعة أيام بعدها بالمستشفى، أما هذه فلها أثر إيجابي على نفسية المريضة التي تستطيع مغادرة المستشفى بعد مرور 48 ساعة، وقد بدأ العمل بهذه الطريقة منذ حوالي سنة حسب ذات المتحدث بقسنطينة. البروفيسور صلاحي أضاف بأن أهم المداخلات المقدمة تعلقت بسرطان الثدي الذي صار هاجسا بالنسبة للمختصين، كون عدد حالات الوفاة كثيرة. ويرى بدوره أن السرطان هو مرض »صامت« يجب الإعلان والكشف عنه مبكرا حتى لا يستفحل ويكون للمريضة الأمل في الشفاء منه، حيث أوضح أن 100٪ من الحالات التي كشف عليها وتبيّن أنها بالفعل سرطان ثدي كانت حالات متأخرة لا يفيد علاجها، مطالبا النساء بضرورة المراقبة الذاتية وزيارة الطبيب المختص مرتين على الأقل في السنة، لتفادي أخطاره المحدقة بهن. مع العلم أن هذا الأخير عرف انتشارا كبيرا بين الشابات. وسينطلق مستشفى سيدي مبروك لأمراض النساء والتوليد، يؤكد البروفيسور، في حملة تحسيسية عن قريب لحث النساء وتوعيتهم فيما يخص اتباع طريقة الكشف »الماموغرافي«، كما سطر المستشفى برنامجا مع المختصين الفرنسيين في شكل اتفاقية سيمكن هؤلاء من نقل خبراتهم وتجاربهم إلى مستشفى سيدي مبروك عن طريق إجراء عمليات جراحية عصرية وحديثة وهذا سيكون في أقرب الآجال، بالإضافة إلى ذلك سيتم إرسال أطباء جزائريين إلى الخارج قصد التكوين. ما تجدر الإشارة إليه فعلا، أن مداخلة البروفيسور »جون ريمي قارباي« الفرنسي والمختص في أمراض النساء من (مستشفى باريس) حظيت باهتمام كبير، كونها تعلقت بآخر طرق علاج سرطان الثدي في مراحله الأولى وذلك بتعويض الثدي المصاب بثدي اصطناعي بعد عملية البتر وذلك من أجل الحفاظ على شكل المرأة الجمالي، وقد بدأ تطبيق هذه الطريقة في العاصمة وينتظر تعميمها عبر الوطن. أما الدكتورة بوداود خديجة، الأخصائية في أمراض السرطان بمصلحة علاج أمراض السرطان بمستشفى قسنطينة الجامعي ابن باديس، فقد كشفت بدورها أن أكثر نوع من الأمراض التي تتسبب في هلاك النساء على مستوى الولاية هو المرض الخبيث والفتاك »سرطان الثدي« الذي ينتشر بسرعة في ظل جهل النساء بمخاطره، وكذلك بطرق الوقاية منه. للتذكير كذلك، فإن كل المداخلات تبعتها نقاشات من طرف المشاركين أماطت اللثام عن الكثير من نقاط الظل بخصوص هذا المرض خاصة بالنسبة للعنصر النسوي في هذا الملتقى الذي سيتواصل تنظيمه كل عام. إيمان زيتوني