تتواصل بشكل يومي صور اعترافات شابات سوريات ونساء منقبات الوجه يقلن بأنهن تعرضن للاغتصاب من طرف ما يعرف باسم "الشبيحة" أو رجال النظام السوري الذين يرهبون العائلات السورية المعارضة وحتى المسالمة لتفادي المخاطر المنجرّة عن مجرد التفكير في معارضة نظام بشار الأسد... * وكانت آخر سيدة نقلت صورها الفضائيات المعادية للنظام السوري ومنها إلى المواقع الإلكترونية قد قالت إن خمسة رجال من الشبيحة هاجموها، ورغم أنها كانت برفقة طفلها الصغير إلا أنهم لم يرحموها واغتصبوها بشكل جماعي، مما أفقدها وعيها هي وابنها الصغير ونقلت كل صحف العالم الحادثة واعتبرتها قليلا من كثير من لجأ إليه النظام السوري لإحباط الثورة. وبينما يسخر التلفزيون السوري وفضائية الدنيا الخاصة من مثل هذه الاعترافات ويعتبرونها حربا نفسية وعملا مخابراتيا بالتعاون مع الموساد والمخابرات الأمريكية التي استعملت هذا الأسلوب في العراق بعد احتلاله ولبنان في حربه الأهلية بل ويرمون الكرة في مرمى المعارضة ويقولون بأن نساء سوريا سيكن في خطر إذا تمكن ما يسمونهم بالإرهابيين من الحكم، يبدو العزف على وتر العفة صار تقليدا في كل الثورات والأزمات العربية وكانت صور المغتصبات من طرف نظام القذافي واتهامه باستيراد أطنان من دواء الفياغرا لجنوده قد صنعت الحدث في الأيام الأولى من الثورة الليبية، وفي المقابل بقي النظام المصري وأيضا الثورة التونسية بعيدة عن هذا الجدل، حيث أن الثورة في تونس لم تمهل نظام زين العابدين بن علي الفرصة للعب على هذا الوتر، كما أن اليمنيين لم يعيشوا هذه الصور أبدا بسبب حساسيتها وإمكانية أن تشعل البلاد نهائيا وأيضا بسبب النظام العشائري والقبلي في اليمن.. * في سوريا تم تفريق مناشير من دون إمضاءات في الأيام الأخيرة تتحدث عن اختطاف شقيقات المعارضين البارزين أو قريباتهم، رغم أنها لم تحدث وهو ما أنزل الخوف في قلوب السوريين والسوريات وجعل من الثورة في سوريا تأخذ منحى نفسيا غير مسبوق وتهدد بتفجير الوضع رغم أن الصور المعروضة لحد الآن خطيرة في محتواها، ولكن لحد الآن القلة من يصدقها بما في ذلك المعارضة بسبب تداولها وتكرارها في كل مناسبة .. وكانت الفتنة بين أبناء الشعب العراقي قد اندلعت ولم تتوقف إطلاقا عندما بدأ تداول اعترافات الاغتصاب التي تتعرض له النسوة من سنيات وشيعيات وهو ما ألهب العراق بالنار التي لم تنطفئ لحد الآن.