حاصرت قوات الأمن السوري ومن يعرفون بالشبيحة حي ركن الدين في دمشق وقاموا بحملة اعتقالات فيه، حيث جاء ذلك فيما عمّ إضراب عام عددا من المدن السورية في أعقاب الأحداث التي شهدتها مدينة حمص الأسبوع الماضي، وإطلاق نار على المحتجين فيما عرف بجمعة أحفاد خالد. وكان نشطاء قد أعلنوا أن مدينة حمص تشهد عصيانا مدنيا أغلقت فيه كل المتاجر ما عدا الصيدليات ومتاجر الأغذية، وذلك بعد مقتل 11 شخصا شهدته المدينة في مظاهرات الجمعة المناوئة لحكم الرئيس بشار الأسد. وذكرت مصادر اعلامية، أن قوات الأمن تشن حملات دهم واعتقالات في عدد من المدن السورية، ومنها العاصمة دمشق حيث حاصرت قوات الأمن ومن يعرفون بالشبيحة حي ركن الدين وقاموا بحملة اعتقالات فيه. وتعهد النشطاء بمتابعة الإضراب والخروج ضد حكم الأسد، ونقلت مواقع يستخدمها الناشطون أن مظاهرات ليلية تواصلت في عدد من مناطق البلاد. وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا إن معظم شوارع مدينة حمص بوسط البلاد بدت خالية بسبب حملة أمنية واسعة النطاق. فيما قال نشطاء إن عدة مدن سورية استجابت لدعوات لتنظيم الاضراب. من جانب آخر، تظاهر عشرات من أعضاء الجالية السورية في الولاياتالمتحدةالأمريكية أمام مقر البيت الأبيض في واشنطن.حيث رفع المتظاهرون لافتات تندد بالنظام السوري وطالبوا الحكومة السورية بوقف حملة القمع التي يتعرض لها الشعب من قبل الجيش وعناصر الشبيحة الموالية للنظام. كما طالب المتظاهرون الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالتدخل لمزيد من الضغط على السلطات السورية لوقف العنف، ورددوا شعارات تطالب بسقوط النظام السوري وتدعو لمحاسبته. من جهة أخرى، تظاهر مئات السوريين وسط العاصمة الألمانية برلين، مطالبين بإسقاط النظام السوري. وردد المتظاهرون شعارات بالعربية والألمانية، دعت الرئيس السوري إلى التنحّي، وطالبت بتحقيق الحرية والعدالة. كما رفع المتظاهرون لافتات ذكّرت بما سموه تجاوزات حقوق الإنسان في سوريا ودعوا إلى إطلاق سراح المحتجين المعتقلين. في المقابل، نقل موقع محطة أخبار سوريا الإلكتروني الخاص عن مصدر في الشرطة أن قائد شرطة حمص العميد عبد الرزاق الصالح قد نجا من محاولة اغتيال خلال وجوده في منطقة باب السباع في مدينة حمص. يأتي هذا، بينما أعلن مصدر رسمي سوري، عن مقتل شخص وإصابة 17 آخرين عندما قامت "مجموعة تخريبية" بفك أجزاء من السكك الحديدية في مدينة حمص. كما نفت السلطات تقارير عن وجود انفجارات في الكلية الحربية بحمص والذي اعتبره نشطاء في وقت سابق مؤشرا على وجود انشقاق داخل الجيش السوري. وكان السوريون قد خرجوا الجمعة بأعداد كبيرة قدرت بأكثر من مليون ومائتي ألف شخص، في مظاهرات بمناطق متفرقة في سوريا أكبرها في مدينة حماة للمطالبة بالحرية وإسقاط النظام. وعلى الصعيد السياسي، عادت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري إلى التأكيد أمس أن الدولة السورية ماضية في الإصلاح، وقالت في كلمة مقتضبة، أمام عشرات المغتربين بدمشق إن "نموذج العيش المشترك في سوريا هو المستهدف" من الأحداث التي تشهدها بلادها. وكان خبيران بالأمم المتحدة في مجال جرائم الإبادة الجماعية قد أكدا الجمعة أن الحكومة السورية قد تتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية إذا واصلت قمع المحتجين العزل. وأوضح المستشاران إدوارد لوك وجوزيف دينغ في بيان لهما أنه واستنادا إلى المعلومات المتوفرة فإنه يمكن اعتبار أن مستوى وشدة الانتهاكات يشير إلى إمكانية كبيرة لأن تكون جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت ولا تزال ترتكب في سوريا.