في أبشع جريمة عرفتها ولاية بومرداس، لجأ المتهم محمد إلى قتل الضحية رشيد الذي كان يعمل كعنصر دفاع ذاتي ببلدية حمادي، انتقاما من مقتل أخيه على يديه فنكل بجثته تنكيلا ورماه بمجرى المياه لتنهشه الكلاب، لتكتشف بعد ذلك معالم الجريمة ويحال المجرم والمتورطون معه على العدالة في انتظار محاكمتهم بمحكمة الجنايات ببومرداس. هذه الجريمة البشعة جرت أحداثها بحي بن حمزة بلدية حمادي بولاية بومرداس بتاريخ 2 نوفمبر من عام 2006، وسكان الحي مازالوا لحد الآن يتذكرون وبمرارة التنكيل والتعذيب الذي تعرض له رشيد، فجثته عثر عليها مرمية بمجرى المياه وهي مليئة بالدماء، كان الرأس ملطخا بالدماء وبه عدة طعنات على مستوى الوجه، الأذن اليسرى مبتورة جزئيا، العنق مذبوح من اليمين إلى اليسار، الرقبة مكسورة والبطن ممزق بواسطة آلة حادة من أسفل القفص الصدري إلى غاية السرة والأحشاء والأمعاء بارزة، والمكان الذي وضعت فيه الجثة كان غير بعيد عن المرآب الذي ارتكبت فيه الجريمة. الجاني هو محمد الذي طعن الضحية رشيد بخنجر فأرداه قتيلا والمكان هو مرآب يملكه المتهم الثاني عبد الرحمان الذي كان شاهدا على الجريمة البشعة ولم يحرك ساكنا لأنه كان ثملا بعد شربه لقارورة خمر كاملة. وحضر مسرح الجريمة كل من عبد الكريم الذي كان رفقة الضحية رشيد ورافقه إلى محل عبد الرحمان من أجل بيع محرك السيارة لشخص آخر. أما المتهم الآخر فهو السائق أحمد الذي أقلّ الضحية على متن سيارته من نوع فورد إلى محل عبد الرحمان، وفي المحل حضر المدعو الذي كان هناك بدعوة من زميله أحمد ليشاركه ورفقائه سهرة خمر بمحل عبد الرحمان، فالكل اجتمع هناك على مائدة تحوي حوالي 15 قارورة خمر إلا أنهم لم يتوقعوا أن الأمور ستنقلب بمجرد أن يدخل محمد إلى الغرفة بعد أن دعاه صاحب المحل واتصل به هاتفيا ليشتري له علبة السجائر ويلتحق به إلى المستودع أين كان بقية الأشخاص يتسامرون رفقة الضحية رشيد. كانت الساعة تشير إلى الثامنة والنصف ليلا لما دخل محمد إلى الغرفة فما كان من عبد الرحمان إلا أن عرّفه على الحاضرين قائلا له: "هؤلاء تعرفهم، هذا عبد الكريم ضيف عندهم وهذا رشيد نتاعنا.."، مشيرا إلى الضحية فرد عليه القاتل محمد المعروف باسم الروجي "أنا اعرفه جيدا" وهنا نطق رشيد ليقول "أنا لا أعرفك"، فقال له محمد مجددا "أعرفك حتى عندما كنت تعمل مع عناصر الجيش"، فرد عليه رشيد "أنا لا أعرفك بل أعرف أخوك المتوفى" وهكذا بدأت المناوشات بينهما. وتفاديا لأي اصطدام طلب أحمد من رشيد أن يخرج من الغرفة غير أن هذا الأخير رفض وهكذا خرج أحمد لوحده، تاركا صديقه في الغرفة يتشاجر مع محمد، غير مدرك للكارثة التي ستحدث. والشاهد الوحيد على الجريمة هو صاحب المحل عبد الرحمان الذي كان بمكان الوقائع يحاول تهدئة الأوضاع بين محمد ورشيد، فالقاتل محمد كان ثملا وراح يصرخ "أنت الذي قتلت أخي" ثم أخرج سكينا من جيبه وطعن به الضحية حوالي أربع طعنات وحاول هذا الأخير تفادي ضرباته لكن بدون جدوى، ورغم محاولات عبد الرحمان التدخل إلا أن القاتل كان غاضبا وعند محاولة عبد الرحمان إنقاذه أصابه بالسكين على مستوى يده اليمنى، ومن كثرة الألم والإعياء الشديدين خاصة أنه كان ثملا باعتبار أنه شرب زجاجة ونصف من الكحول فقد توازنه واستلقى فوق السرير ليغط في نوم عميق ولم يستفق إلا صباحا، عندها كان الجاني محمد قد تخلص من الجثة وجرّها إلى مكان غير بعيد ليلقي بها في الخلاء ليظن أن جريمته لن تنكشف.