القصة التي سنرويها عليكم اليوم ليست من وحي الخيال، بل قصة واقعية جرت أطوارها بالجزائر العاصمة وبالضبط بحي محمد بلوزداد (بلكور سابقا)، وقّع عليها "ن•عمار" بأحرف ليست من ذهب ولكن من دماء، بارتكابه أبشع وأشنع جريمة على الإطلاق، نادرا ما تحدث في بلدان الضفة الأخرى، فما بالكم في بلد محافظ مثل الجزائر، وهذا لأسباب ودوافع تبقى مبهمة ومجهولة بالنسبة لنا، كون المتهم فضل أن يحاكم بمجلس قضاء العاصمة في جلسة سرية، متحججا بوجود تصريحات جديدة مخلة بالحياء لم يفصح عنها أثناء كامل مراحل التحقيق معه، ما جعل رئيس الجلسة يستجيب لطلبه هذا• أحداث الواقعة - حسب المعلومات المتوفرة لدى "الفجر" - تعود إلى 30 جانفي 2003، لما تلقت مصالح الضبطية القضائية في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا شكوى من المدعو "ن•كمال" تفيد بتواجد جثة منكل بها ملقاة بمكان مهجور بأحد شوارع محمد بلوزداد (بلكور سابقا)، وبناء على هذه المعلومة تنقلت قوات الأمن إلى عين المكان حيث اصطدمت بفظاعة الجريمة المرتكبة في حق شخص في مقتل العمر، فصل رأسه ورقبته عن جسده بواسطة آلة حادة، فيما بتر الجاني يدي وقدمي وأذني الضحية ووضعها في كيس بلاستيكي، وبدت علامات الخنق على مستوى الرقبة واضحة بجلاء• وبعد عمليات التحري والتحقيق تمكنت مصالح الأمن من التعرف على صاحب الجثة، ويتعلق الأمر بالمدعو "غ•عز الدين" شاب في مقتل العمر، كما تعرفت ذات المصالح على هوية الجاني "ن•عمار" الذي اكتشفت أخته أمره بعدما لاحظت يوم الواقعة أن قميصه ملطخ بالدماء، لتعلم بعدها بالحادثة• "ن•عمار" اعترف عبر كامل مراحل التحقيق معه أنه هو من قتل الضحية ونكّل بجثته تنكيلا بسبب خلاف قديم نشب بينهما منذ ثلاث سنوات خلت، وأفصح عن كامل الوقائع إلا البعض منها التي فضل أن يكشف عنها في جلسة سرية أمام هيئة المحكمة بمجلس قضاء العاصمة، لتنافيها والآداب (وقائع مخلة بالحياء)• وشدد النائب العام على أن الجريمة التي ارتكبها المتهم خطيرة جدا، موضحا بأن كل القرائن والدلائل تكفي لإدانة المتهم، ملتمسا تسليط عقوبة الإعدام ضده، في حين طالب الدفاع بإفادة موكله بأقصى ظروف التخفيف على اعتبارأن الحادثة لم يتم التخطيط أو الإعداد لها، وإنما جرت بعد الاشتباك الذي جرى بين الضحية والمتهم، لتقضي هيئة المحكمة بتأييد الأحكام الابتدائية القاضية بإدانة "ن•عمار" بالإعدام•