انضمت مديرية الشؤون الاجتماعية بشركة سوناطرك إلى جملة المرافق الأخرى التي أضحت تتفنن في خرق قوانين التشغيل، وضرب تعليمة القاضي الأول في البلاد عرض الحائط، بعد أن عمدت إلى ترتيب إجراءات توظيف مجموعة من الأطباء في مناصب شاغرة، دون المرور عبر الوكالة الولائية للتشغيل، وهو ما اعتبر تجاوزات خطيرة ينبغي على مفتشية العمل بحاسي مسعود الوقوف عليها، كون هذه المناصب تتعلق بالإطارات وليس العكس. * وحسب مصادر مؤكدة، فإن الخروقات المسجلة يتم التحضير لها حاليا بطريقة إلتوائية بعد أن تم فتح 10 مناصب لتخصص أطباء عامين وكذا جرحي أسنان، ومناصب في تخصص شبه الطبي، دون التقيد بالخطوات المعمول بها، ما يتطلب فتح تحقيق في القضية في كل من وكالة التشغيل والمديرية المذكورة. * وتشير نفس المصادر إلى أن من بين الفضائح المدوية استدعاء المديرية ذاتها مؤخرا فتاة قصد توظيفها في منصب "سكرتيرة طبية"، رغم أن هذه الأخيرة لا مؤهل لها سوى أنها كانت تعمل لدى عيادة خاصة، وسط مدينة ورقلة، كما تم توظيف قابلة بطريقة ملتوية، في حين تم إقصاء البقية بدون مبررات، منهم أطباء، رغم توفر الشروط المطلوبة. * ومن بين الخروقات الجسيمة أيضا، قبول ملف طبيبة أسنان عمرها 49 سنة، مرسمة، وعلى أبواب التقاعد من المؤسسات الجوارية للصحة بعاصمة الذهب الأسود، تمهيدا لتوظيفها بالطريقة نفسها المخالفة للتشريع المعمول به، كونها لازالت تعمل بذات القطاع ولا تحوز على بطاقة التشغيل التي تسلمها عادة الوكالة الولائية للتشغيل ل"الشومارة" فقط، كما تتطلب وثائق عدة لاستخراجها، منها شهادة عدم الانتساب لدى صندوق الضمان الاجتماعي، وشهادة بطالة، ما يستوجب مباشرة تحريات في حالة حصول نفس الطبيبة على هذه البطاقة التي تحمل الرقم التسلسلي ومرتبطة بالشبكة الوطنية لمناصب التشغيل المستحدثة مؤخرا، حسب توصيات المدير العام للوكالة الوطنية لتشغيل، ورغم ذلك لازالت مديرية الخدمات الاجتماعية تسعى لتوظيفها عنوة على حساب بقية الشباب الذين أودعوا ملفات كاملة، وهو ما يتعارض وتعليمات وزير القطاع، لاسيما بعد التقرير المفصل الذي رفعته اللجنة المكلفة بمراقبة عمل الشركات، منها الشركات الأجنبية العاملة في منابع النفط، إذ تضمن التقرير تجاوزات تتعلق بالتوظيف المباشر دون مراعاة الجوانب القانونية وأولوية التشغيل لأبناء المنطقة المؤهلين. * ويذكر أن ملف التشغيل المعقد لازال يطرح عدة صعوبات وتضاربا في الأرقام، كما تحول في الآونة الأخيرة من إقصاء البطالين إلى تهميش الكفاءات.